الإفتتاحية

كل عمليات سبر الآراء حول نوايا تصويت التونسيين التي أجريت في الأسابيع الأخيرة تؤكد الحقيقة التالية:

مقترح إحداث لجنة تحقيق برلمانية حول شبكات التجنيد الّتي تورّطت في تسفير الشباب التونسي إلى مناطق الإرهاب (و ليس القتال)، الّذي من المنتظر التداول بخصوصه اليوم بمجلس نواب الشعب يكرّس المثل الشعبي القائل «بعد ما اتّخذ شرا مكحلة»
فهذه

المؤتمر العادي الثالث والعشرون للاتحاد العام التونسي للشغل الذي تفتتح أشغاله هذا اليوم 22جانفي بالعاصمة لن يكون عاديا بكلّ المقاييس ..

إذا كان فوز باراك أوباما برئاسة الولايات المتحدة سنة 2008 ثورة رمزية في بلد العبودية الصناعية في القرن التاسع عشر والتمييز العنصري الفعلي إلى حدود ستينات القرن الماضي فان فوز دونالد ترامب ثورة أخرى لا تقل راديكالية في الرمز والمضمون ، عن الأولى

«موجة البرد» التي تجتاح بلادنا هذه الأيام لها مزايا كثيرة، وإن كثر تبرّم التونسيين وتأففهم من هذا الوضع واتخاذه مطية للتهرب من أعباء العمل وأداء الواجب. فعن طريقها اكتشفنا أشياء وأعدنا التدبر في أنماط السلوك والتصورات والتمثلات القديمة والوافدة وبواسطتها أمكننا رؤية

من المفارقات السياسية الكبرى في تونس أنّ العهدة الانتخابية الحالية لم تنتصف بعد ورغم ذلك فالاستعداد لرئاسية 2019 على أشده ولعلّه انطلق مباشرة إثر فوز الباجي قائد السبسي بالولاية العليا منذ أكثر من سنتين..

مشرّعو الدستور الجديد إعتقدوا أنهم بإقرار الفصل 102 حسموا أمر السلطة القضائية وانتهوا إلى أن «القضاء سلطة مستقلّة تضمن إقامة العدل، وعلوية الدستور، وسيادة القانون وحماية الحقوق والحريات... وأن القاضي مستقل لا سلطان عليه في قضائه لغير القانون.»

• لمقاومة التهميش لا بد من تغيير المفاهيم أوّلا
يمكن أن نقول بأن خطاب رئيس الحكومة يوم إحياء الثورة أمام طلبة المعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية (IPEST) كان أهم خطاب لمسؤول كبير في الدولة منذ الثورة إلى الآن..

مرت ست سنوات على ثورة 17/14 ولما نحتفل بها بعد كحدث جامع ومؤسس لمروية وطنية جديدة..

لقد كتب وقيل الكثير عن الثورة التونسية، ثورة «الياسمين» وفاتحة ثورات «الربيع العربي» وعن حلمها الأول والمتمثل في شعارها المركزي «ثورة الحرية والكرامة» وعن إخفاقات حكامها ونخبها فيما بعد..ولكن قليلة تلك الكتب والدراسات التي ذهبت إلى عمق المشكل

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115