الإفتتاحية
الاقتصاد علم ، ما في ذلك شك، يقوم على أرقام وإحصائيات ونمذجة رياضية ..
هذه المرة لم تخطئ مؤسسات سبر الآراء ولم تتمكن العملية الإرهابية التي استهدفت باريس قبل ثلاثة أيام من الدور الأول للانتخابات الرئاسية الفرنسية من التأثير على الناخبين ، فجاءت النتيجة ، بتفاصيلها كما كانت متوقعة من قبل مؤسسات سبر الآراء : ترشح
ترشيد السلوك الاستهلاكي للتونسي ليس شعارا خاويا بل يشكّل منطلقا لتغيير سمة المنتوج المحلّي و لخلق حافز جديد و فعّال للحركة الاقتصادية و الإستثمار .
من المسلمات في تونس، قبل الثورة وبعدها، أن نقطة الضعف الأساسية في نموذجنا التنموي هي اللاتوازن الجهوي المتفاقم ممّا دفع كل القوى السياسية والاجتماعية في البلاد إلى وضع مبدإ دستوري عام في الفصل 12 « التمييز الايجابي» ولكن إلى اليوم لم نعط مضمونا
ليس من عادة اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية الانتقاد العلني للسياسات الاقتصادية للحكومات المتعاقبة. وحتى عندما تعبر هذه المنظمة عن رفضها لقرار ما، على شاكلة %7.5 الموظفة بصفة استثنائية على الضريبة على الشركات، فالأعراف يسعون دوما لعدم التشويش على العمل الحكومي..
تعددت التسريبات في مرحلة الانتقال الديمقراطي لتهتك المستور، وتعرّي جزءا من الواقع التونسي المتحوّل. وقد شملت هذه التسريبات السياسيين والإعلاميين وغيرهم. ولئن ركّزت تحليلات البعض على تدنّي المستوى الأخلاقي أو علاقة بعض الجمعيات بالتمويل
من يوم إلى آخر تتوسع رقعة الاحتجاجات الاجتماعية وتنتقل عدواها من ولاية إلى أخرى وإن كانت حدّتها ما تزال في الأغلب الأعم تحت السيطرة ولكن لا مناص من الإقرار بأنّها تمثل اليوم تحديا هاما لا فقط للحكومة بل ولمنظومتي الحكم والعمل معا..
غياب حرارة ترحيب عدد كبير من الأحزاب والرأي العام المسيّس، بإعلان الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات عن تاريخ 17 ديسمبر 2017 موعدا للإنتخابات البلدية ، لا يكشف فقط عدم جاهزية هؤلاء لخوض الإنتخابات ، بل يكشف أيضا عدم إدراكهم لأهمية هذا الإستحقاق
أصبح من التزيّد في القول الحديث عن مفترق الطرق التاريخي الذي تعيشه تونس اليوم..