الإفتتاحية
ساحة محمد علي لا تكاد تهدأ هذه الأيام الأخيرة على وقع عملية لي الذراع بين المكتب التنفيذي للمركزية النقابية والنقابة العامة للتعليم الثانوي حول تعليق الدروس ، أي الإضراب المفتوح ، المعلن ابتداء من يوم الاثنين 27 مارس الجاري رغم الرفض القطعي
توصّلت تونس إلى فرض إنهاء الإستعمار المباشر، ولكن لم تخف مثلها مثل بقية الشعوب الفقيرة توقها إلى تحرير إرادتها وكسر كل القيود الّتي تربطها بالتخلف و التبعية و بكل أشكال الاستعمار الجديد الّتي لخّصها بورقيبة في أكثر من خطاب في دعوات
من الكلمات الشائعة في خطاب السياسيين عند حديثهم عن المؤامرات والدسائس والمكائد أو عند سعيهم إلى تحذير التونسيين وتخويفهم من الفزاعات: «الأطراف» وكلّما طالب الإعلاميون من مخاطبيهم تحديد هوية
نظريا اتجه رئيس الحكومة وفق مقتضيات النظام الداخلي لمجلس نواب الشعب إلى عرض التغيير الوزاري الجزئي على البرلمان من أجل نيل الثقة للعضوين الجديدين في حكومته.. وزير الشؤون الدينية أحمد عظوم وعبد اللطيف حمام كاتب الدولة للتجارة ..
نستعمل عادة في تونس كلمة «أزمة» للتدليل على وجود مشكلة ما ولكننا نريد اليوم استعمال مفهوم «الأزمة» في معنى مختلف لا ينفي وجود مشكلة مستفحلة ولكنه يعني أيضا تفاقم التناقضات داخل منظومة ما إلى حدّ استحالة تواصلها.. وبهذا
رغم بوادر نوايا التهدئة في المناخ الاجتماعي الّتي تبرز بين الفينة والأخرى، فإن الوضع العام ما يزال بعيدا عن التنقية المنشودة للانصراف إلى أمهات إشكاليات التنمية وتجاوز الصعوبات الاقتصادية و المالية الّتي تعيشها البلاد .
لأوّل مرة في تاريخ تونس يجتمع اليوم كل الأطباء في كل الاختصاصات وفي القطاعين الخاص والعام وكذلك المهن شبه الطبية للتعبير المشترك عن سخطهم المشترك ..
يوما بعد آخر يتأكد انهيار «حلم» الخلافة الداعشية الإرهابية ..هذا «الحلم» أو بالأحرى هذا الكابوس الذي عرف ذروته مع احتلال الموصل في جوان 2014 وتمدد سريعا في العراق وسوريا ثم ليبيا إلى أن جاءت نكسته الأولى في بن قردان في 7 مارس 2016 والآن هو في حالة
بالأمس القريب فاز حزب نداء تونس بالانتخابات التشريعية وكذلك بالرئاسية محققا بذلك النتائج التي حلم بها مؤسسوه وأولاها إحلال التوازن في المشهد السياسي بعد انخرامه سنة 2011 بحكم هيمنة الحركة الإسلامية شبه المطلقة رغم أنها لم تحصل إلاّ على %37 من أصوات ناخبي المجلس التأسيسي..
من الصعب جدّا، إن لم نقل من المستحيل ، أن نجد وصفا جامعا لشعب ما.. فالمواقع تختلف من فئة إلى أخرى بل وداخل العائلة الواحدة فكيف بنا ونحن نتحدث عن شعب بأسره أوضاعه الحياتية والبيئية والمهنية والعاطفية تتنوع بتنوع أفراده ولكن رغم كل هذا يمكن أن نقول إن عموم التونسيين اليوم يشتركون في شعور واحد وهو الانتظار..