الإفتتاحية
شارف شهر جانفي على نهايته وحصيلته رغم ثرائها بالأحداث والمستجدات لم تغير شيئا يذكر في المشهد العام بالبلاد.. احتجاجات لجموع من الشباب المهمش أضحت عادية في بلادنا في مثل هذه الفترة بالذات .. مزيد من التشذرم والتشظّي عند الحزب
«مســــاواة... مساواة... في النضال والقرارات» ، «النساء في المركزية حق مش مزية»... هي بعض الشعارات التي اختارتها النساء الفاعلات في المجتمع المدني للتعبير عن استيائهن مما يحدث خلال هذا المؤتمر النقابي. ولم يكن هذا الاحتجاج مجرد تعبير عن حالة انفعالية
لو أحصينا استعمال المصطلحات في بلادنا لقلنا بأن «الوفاق» يحتل صدارة الترتيب إذ أصبح هو المصطلح المفتاح وكأنّه البلسم لكل خلافاتنا ..
لو أحصينا استعمال المصطلحات في بلادنا لقلنا بأن «الوفاق» يحتل صدارة الترتيب إذ أصبح هو المصطلح المفتاح وكأنّه البلسم لكل خلافاتنا ..
كل عمليات سبر الآراء حول نوايا تصويت التونسيين التي أجريت في الأسابيع الأخيرة تؤكد الحقيقة التالية:
مقترح إحداث لجنة تحقيق برلمانية حول شبكات التجنيد الّتي تورّطت في تسفير الشباب التونسي إلى مناطق الإرهاب (و ليس القتال)، الّذي من المنتظر التداول بخصوصه اليوم بمجلس نواب الشعب يكرّس المثل الشعبي القائل «بعد ما اتّخذ شرا مكحلة»
فهذه
المؤتمر العادي الثالث والعشرون للاتحاد العام التونسي للشغل الذي تفتتح أشغاله هذا اليوم 22جانفي بالعاصمة لن يكون عاديا بكلّ المقاييس ..
إذا كان فوز باراك أوباما برئاسة الولايات المتحدة سنة 2008 ثورة رمزية في بلد العبودية الصناعية في القرن التاسع عشر والتمييز العنصري الفعلي إلى حدود ستينات القرن الماضي فان فوز دونالد ترامب ثورة أخرى لا تقل راديكالية في الرمز والمضمون ، عن الأولى
«موجة البرد» التي تجتاح بلادنا هذه الأيام لها مزايا كثيرة، وإن كثر تبرّم التونسيين وتأففهم من هذا الوضع واتخاذه مطية للتهرب من أعباء العمل وأداء الواجب. فعن طريقها اكتشفنا أشياء وأعدنا التدبر في أنماط السلوك والتصورات والتمثلات القديمة والوافدة وبواسطتها أمكننا رؤية
من المفارقات السياسية الكبرى في تونس أنّ العهدة الانتخابية الحالية لم تنتصف بعد ورغم ذلك فالاستعداد لرئاسية 2019 على أشده ولعلّه انطلق مباشرة إثر فوز الباجي قائد السبسي بالولاية العليا منذ أكثر من سنتين..