الإفتتاحية
حادثتان أثرتا في الرأي العام المحلي والعالمي في الأيام الأخيـــرة: اغتيــال الشهيـــد «القسّامي» محمد الزواري والعمل الإرهابي في برلين الذي يشتبه في أنّ أنيس العماري هو الذي قام به. ولئن كان الظاهر يوحي بالقطيعة والانفصال والتباين التام بين مسار الشخصيتين فإنّ المتأمّل
كل يوم يمر يأتينا بقرائن جديدة عن ضلوع جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد في جريمة اغتيال الشهيد محمد الزواري... كما أن السلط التونسية قد اعترفت بوجود تقصير، بشكل عام، تجاه التصدي لمحاولات الاختراق الوافدة علينا من الخارج والتي تجد للأسف الشديد أعوانا لها في الداخل...
لقد أثبتت الأيام القليلة الماضية التي تلت عملية اغتيال الشهيد محمد الزواري بأن تونس – رغم كل السلبيات والتعثرات – بلاد حيّة وأن البون الذي يتحدث عنه كثيرون بين النخب والشعب ليس بالحجم الذي قد نتصوره وأننا بصدد التعلم من أخطائنا وأن نبض الرأي العام قوي وله تأثير كبير على صنّاع القرار...
• تخوين أجهزة الدولة مراهقة سياسية غير مقبولة
تعيش تونس، منذ يوم الخميس، على وقع جريمة اغتيال الشهيد محمد الزواري بمدينة صفاقس. كل المؤشرات تشير اليوم إلى أن الموساد
كلما تقدم البحث في قضية محمد الزواري اتضحت بداية صورة مرعبة... جريمة معقدة تقف وراءها أطراف خارجية لا يستبعد أن تكون على صلة بالموساد (المخابرات الإسرائيلية) إن لم تكن هي بذاتها ونفذها تونسيون وأجانب ضد شخص كان يجهل جل مواطنينا حتى مجرد وجوده...
تمر اليوم 17 ديسمبر 2016 ست سنوات على إنطلاق الشرارة من سيدي بوزيد الّتي أفضت إلى ترك بن علي كرسي السلطة وأرض الوطن في 14 جانفي 2011 ، و بداية ملامح مرحلة جديدة حلمت فئات واسعة من الشعب بأن تكون بابا لحقبة
ومتى سيفهمون أنّ المرأة اليوم لم تعد تشبه امرأة الأمس ولا تلك المرأة التي كان الشعراء يتغنّون بها ويصفونها «بنؤوم الضحى».. وإذا تحرّكت فهي تمشي «لهاثا» متى يرفعون ويرفعن عن عقولهم وعقولهنّ حجاب الوهم بأنّ أفضل النساء من عاشت في «قصر مرصود»؟...
جميل أن ننجز دستورا نتباهى به في المحافل الدولية وأمام الأمم ولكن الأجمل من ذلك أن نستحضر تاريخ النضال وأشكال المقاومة والمعارك التي خضناها في سبيل تحقيق التوافق بل الأجمل من كلّ ذلك أن نستوعب المرتكزات التي قامت عليها فصول الدستور ومواده وأن نعي ما تضمنه
أنظار العالم كلها متجهة الآن صوب ما يحدث في سوريا والعراق حيث تجري حروب عديدة بعضها ضد التنظيمات الإرهابية وبعضها حروب إقليمية بالوكالة وبعضها كذلك للاستعداد للحروب القادمة...
كم تبدو بعيدة تلك السنوات الكأداء التي عاشها التونسيون وهم يخشون من إقامة بعض الحفلات الدينية المصحوبة بطقوس اجتماعية ضاربة في الزمن كإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف والتي كانت هدفا لعنف رمزي ومادي من قبل المجموعات السلفية بأصنافها...