الإفتتاحية
يبدو أن محرك آليات العمل البلدي و الجماعات المحلية الّذي وضعه نواب المجلس التأسيسي ضمن الدستور ، كان أضخم من الإمكانيات الهيكلية وطاقة استيعاب أذهان الطبقة الحاكمة في تونس الحالية. لذلك بقيت تونس تدور في حلقة مفرغة منذ سنوات دون أن تتوصّل لخوض أوّل إنتخابات بلدية وللإعداد المؤسّساتي لها بالتشريع المناسب .
يعيش العالم كلّه اليوم تحت ما يسمى بالحقائــــــق البديلــة
«Les vérités alternatives»
أي بعبارة أوضح منظومة لا تنتمي في جوهرها للحقيقة وإن أخذت
•متى نستكمل كل مستويات السلطة المحلية من جهات وأقاليم
قيل الكثير عن قانون المصالحة وتباينت المواقف والآراء، وظهر السلوك السياسي خاليا من كلّ «اطيقا»... عكف البعض على توضيح أهمية هذا القانون كاشفين عن اللبس والمغالطات وسوء الفهم، ودافعوا عنه بشراسة في حين أبدى البعض الآخر رفضا قطعيا لما اعتبروه نكوصا ودليلا قاطعا على رغبة بعض النخب السياسية في حماية مصالح من تسلّطوا على
هنالك قاعدة قديمة في كل الحضارات تقول بأنّ الغائبين هم دائما على خطأ ..ولكن العبقرية التونسية الفذّة تمكنت من تكذيب هذا الإجماع العالمي في الزمان والمكان فعندنا الغائبون هم أصحاب القرار والحاضرون لا يمكنهم إلا أن يكونوا شهودا على ديكتاتورية الغياب ..
بعد سنة ونصف الشهر يعود يوسف الشاهد إلى مجلس نواب الشعب لكي ينال وزراؤه الجدد ثقة المجلس وكالمرة الأولى ألقى رئيس الحكومة خطابا عرض فيه الأوضاع العامة للبلاد وخاصة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي ثم طرح أولويات حكومته والجبهات التي تنوي خوض «حرب» فيها..
الخبر الّذي تم تناقله يوم الجمعة 8 سبتمبر 2017 في تونس عن إبن عم ملك المغرب محمّد السادس أوحى للمتلقي أن للملك إبن عم وحيد، معروف لدى الجميع و الحال أن المعني هو الأمير هشام، الّذي أطردته السلطات التونسية من تونس ،بعد أن حل بها للمشاركة في ندوة كان سيلقي فيها محاضرة حول الربيع العربي. هذا الخبر أثار الإستغراب والتساؤل بسبب
لم يكن أحد يتصور أن من النتائج الغريبة للتحوير الوزاري حصول شغور نهائي في مجلس نواب الشعب بعد تعيين حاتم شهر الدين الفرجاني كتاب دولة لدى وزير الشؤون الخارجية مكلفا بالديبلوماسية الاقتصادية وباعتبار أن دائرة ألمانيا تتوفر على مقعد وحيد اذن وبعد معاينة هذا الشغور سيتم اجراء انتخابات جزئية في أجل أقصاه 90 يوما كما ينص على ذلك الفصل 34 من القانون الانتخابي.
يتضمّن التحوير الوزاري الأخير مجموعة من الفجوات التي لا نخال أنّ رئيس الحكومة يجهلها ومع ذلك ألفيناه لا يقيم لها اعتبارا وكأنّه يعوّل على سرعة نسيان التونسيين لفحوى الخطابات السياسية أو فقدان أغلبهم الذاكرة عندما يتعلّق الأمر بحقوق النساء. وتكمن الفجوة الأولى في المسافة بين الوعود بالالتزام ببعض المبادئ والممارسات السياسية. فقد سبق «للشاهد»