الإفتتاحية

يبدو اختياري لهذه العيّنة الصغيرة من بين ما عجت به سنة 2016 من الأحداث إعتباطياً كما هو الحال بالنسبة لعددها إذ انتقيت من بينها خمسة أحداثٍ دولية وخمسةً أخرى وطنية .

دخلت ترتيبات المؤتمر 23 للإتحاد العام التونسي للشغل منعرجها الأخير قبل الموعد المحدد للمؤتمر أيام 22 و 23 و 24 و25 جانفي الجاري بقبّة المنزه بتونس العاصمة . هذه الترتيبات تُوجت بعد غلق باب الترشحات يوم 4 جانفي الجاري بإجتماع الهيئة

كل يوم يمر منذ 14 جانفي 2011 إلا وازداد يقين جل التونسيين، إن لم نقل أغلبيتهم الساحقة، بأن البلاد غنمت غنما كبيرا بتحرير الكلمة والرأي والموقف والمذهب من المكبلات التي تراكمت خلال العقود السابقة...

يبرّر بعضهم ضرورة عودة «المقـــاتليـن/الإرهابييـــــــن/التونسيين» من بلدان النزاع بأنّها ستوفر للجهاز الأمني «خزّانا من المعلومات» يمكن أن يساعدنا على فهم أشكال المشاركة في الأعمال الإرهابية ولكن إلى أي مدى يصحّ هذا الزعم؟ وهل سيغدق علينا الإرهابي العطايا؟

جانفي...

شهر جانفي يخيف كل حكومات البلاد بعد الثورة وقبلها... لا شك أن ذاكرتنا التاريخية ستحفظ في طياتها أن هذا الشهر، وشقيقه ديسمبر، اللذان أسقطا نظام بن علي... ولكن لشهر جانفي خاصة جولات كثيرة... فهو الذي أسقط حكومة الهادي نويرة في أزمتين كادتا أن تكونا متتاليتين

تنفس التونسيون الصعداء بعد انقضاء سنة 2016 فالبلاد لم تسجل عمليات إرهابية تذكر عدا تلك المحاولة البائسة والفاشلة التي جدّت في مارس الماضي بمدينة بن قردان وقد تمكنت قواتنا العسكرية والأمنية من دحرها وسط دعم شعبي رائع... وقد قلنا حينها بأننا أمام منعطف

سنة 2016 رحلــت عن تـونس غير مأسوف عليها: بتوتراتها ومخاوفها. وبتجـــــــــاذباتها وإنقسامات نخبها النشيطة في الحراك السياسي، وبطغيان «الصراخ » على منابر أحداثها ، وبتواضع العطاء و الفعل وتناقضات مسار التوجهات السياسية الّتي تميزت بها، وبالسخرية المُرّة أحيانا والسمجة أحيانا أخرى .

حتى نرعى الأمل

بعد ساعات قليلة نودع جميعا سنة 2016.. سنة تبدو ضعيفة الكفة من حيث ما قدّمت للبلاد.. والعديد منا يريدونها سنة للنسيان... ولكن الأهم من كل تقييم إجمالي هو الوقوف عند مواطن الخلل وتفحّص ما يمكن أن نؤسس عليه لسنة ولسنوات أفضل حتى نرعى الأمل الذي انبجس ذات يوم منذ 6 سنوات...

عندما تتوفر الإرادة السيـــاسية توضع السياسات بكل وضوح بل تُسنّ الاجــراءات الاستباقية ويتم تعديل القوانين احتسابا للآتي وهو ما نراه جليا في سياسات بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وغيرها من البلدان التي تهيّأت منذ أشهر لعودة «المقاتلين - الجهاديين» مع «تنظيم داعش».

الشعار الطاغي اليوم شعبيا وسياسيا هو «لا لعودة الإرهابيين» ويضيف بعضهم حتى وإن اقتضى الأمر تنقيح الدستور وتجريدهم من جنسيتهم التونسية...

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115