الإفتتاحية
في خضم انشغال التونسيين بـ «علوش العيد» من حيث أصله وفصله ولونه ووزنه وجمال قرنيه أو أليته ،ومدى قدرته على المشي متبخترا في الحومة لا ضير أن نقف وقفة تأمّل في القيم التي تحكمنا في مثل هذه المناسبات الدينية، وفي أشكال التديّن «التونسي» وما آل إليه أمر تعاملنا مع الآخرين في زمن يُهيمن فيه الطقس الديني على أغلب التونسيين فيلهيهم عن
الـكــل يقـرّ أن استحـقاقات الانتخابات البلدية تشكل مناسبة هامّة لجـس نبض القاعدة الانتخابية الأقرب لشأن المواطنين اليومية ، وسبر أغوار النوايا الإنتخابية لأوسع فئات المجتمع.
الإعلانات الرئاسية ليوم 13 أوت الجاري تمحورت في تقبلها ، وطنيا وعربيا ودوليا حول المساواة في الميراث والسماح للتونسية بالزواج من الأجنبي بغض النظر عن ديانته..ولقد حجبت هذه الإعلانات الجريئة
بعد أن تنتهي جولة الصراع حول كسب «المواقع الوزارية» في الأيام القليلة القادمة ، ستكون تونس مباشرة إزاء بداية سنة سياسية جديدة تنتقل فيها من حرارة مناخ الطبيعة إلى مناخ إقتصادي و سياسي وإجتماعي ساخن .
لاتزال مبــادرة رئيس الجمهورية التي أعلن عنها يوم 13 أوت تثير ردود فعل في الداخل والخارج على حدّ سواء. ولئن أشرنا في افتتاحية سابقة إلى ردود فعل فئة من التونسيين فإنّنا آثرنا الاهتمام في هذه الافتتاحية بالردود العربية والإسلامية.فالمثير للانتباه في عمليّة تقبّل فئة من الجمهور العربي لهذه المبادرة استحضار عدّة قضايا كنّا نحسب أنّ السياق التاريخي-
في خطوة استباقية وغير منتظرة غيّرت حركة النهضة موقفها من التحوير الحكومي وطالبت في اجتماع مكتبها التنفيذي المنعقد مساء أول أمس بأن يقتصر التحوير الوزاري فقط على سد الشغورات في الوزارات الثلاث: المالية والاستثمار والتربية... أما ما سوى ذلك، أي «التحوير الوزاري الواسع» فيرى المكتب التنفيذي تأجيله إلى ما بعد الانتخابات المحلية المقبلة
يكثر الحديث عن تتبعات عدلية ضد وزراء مباشرين أوعن مسؤولين كبار في الأحزاب أو في الدولة و يتقلّص الإتهام ويتسع بإختلاف المصادر المستند عليها أو حسب التخمينات أو خيال البعض و قدرتهم على الإستنباط ، وتتشكّل كل مرّة «جوقة» يتولّى قيادتها طرف يدّعي حيازته للمعلومات الصحيحة المستقاة من مصادر قضائية أو عليمة في هذا المجال أو ذاك ،و
مازالت أصداء الإعلانات الرئاسية في عيد المرأة تثير جدلا كبيرا إعلاميا وسياسيا ودينيا داخل جلّ البلدان العربية بين منتقد بل ومندد وأحيانا مكفر كحال هذا الذي يسمى بـ«الداعية» وجدي غنيم والذي فُتحت له بلادنا على مصراعيها زمن الترويكا وبين مبارك وناظر(ة) إلينا بأعين حالمة..فما حصل في تونس (المساواة في الميراث وزواج التونسية بالأجنبي دون
تفصلنا، نظريا، أقل من أربعة أشهر عن موعد الانتخابات البلدية ولكن الإشارات التي نلتقطها كل يوم متناقضة ومتضاربة..
• تغيير وزاري متوسط الحجم في الأيام القادمة