الإفتتاحية
للديمقراطية كلفة ..وكلفتها هي الزمن الإضافي الذي تضطر له اضطرارا كلّما أرادت القيام بأمر جلل..فالنظام الديمقراطي مجبر على التفاوض والإقناع وحتى التراجع أحيانا أمام ضغوط
تعيـــش الجــامعة التونسية هذه الأسابيع الأخيرة على وقع صراع بين وزيــــر التعليم العالي من جهة ورؤساء الجامعات من جهة أخرى بما أجّل الانتخابات داخل المؤسسات الجامعية
لم يعد خافيا على أحد فتور العلاقة بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد والمدير التنفيذي لنداء تونس والرجل القوي فيه حافظ قائد السبسي ..وقد
سلوك البرلمانيين أو نواب الشعب كما يحلو لهم أن يعّرفوا بأنفسهم، مثير للاهتمام وحريّ بأن يدرس دراسة مستفيضة. فإذا كان نواب الشعب يلحون ، بين الحين والآخر، على مساءلة هذا الوزير/ة أو ذاك وينتقدون أداء هذا الوزير أو ذاك بل إنّ منهم من يذهب إلى حدّ مطالبة بعض الوزراء بالاستقالة فإنّ السؤال المطروح اليوم: من يٌسائل نواب الشعب إذا ما تجاوزوا صلوحياتهم أو استهانوا بالدور المنوط بعهدتهم ؟
الردود والتبريــرات الّتي قدمها عدد من أعضاء مجلس نواب الشعب بخصوص التغيب المشهود في جلسة مساءلة ثلاثة وزراء الّتي انعقدت السبت الماضي، لم تكن غير مقنعة فقط ،
5 أشهر فقط (وتحديدا 158 يوما ) تفصلنا عن الموعد المقرر، مبدئيا، لأول انتخابات بلدية بعد الثورة، ورغم ذلك فالفتور هو المهيمن على كل المستويات : نسق التسجيل واهتمام الرأي العام واستعداد الأحزاب ..
حصل أمر هذه الأيام الأخيرة كاد يمر مرور الكرام وهو التقارب بين جملة من القيادات السياسية ونخص بالذكر منها محسن مرزوق (مشروع تونس) والمهدي جمعة(البديل التونسي)
ينكبّ الدارسون الغربيون منذ أشهر،على دراسة قضية جوهرية وهي «ما بعد داعش» Post Daesh ويضعـــون الاحتمـــالات والحلـــول والسياسات الممكنة قيد الاختبار والنقاش وإعادة التقييم ، وهم محقّون في التأهب لمرحلة ما بعد سقوط ‘تنظيم الدولة’ لاسيما وأنّ عددا من أبنائهم انتموا إلى هذا التنظيم وآزروه.
سقطت الدولة/الخلافة
في تونس ليست لدينا القدرة – على ما يبدو – للاهتمام بأمرين في وقت واحد ،حكومة ونخبا ومواطنين..فتارة تنصبّ كل جهودنا على مقاومة الإرهاب وطورا على أزمة المالية العمومية والعدالة الجبائية وهذه الأسابيع الأخيرة كان كل تركيزنا على حملة مكافحة الفساد وسلسلة الاعتقالات والمصادرات والملفات القضائية ..ولكن يعلم العاقل
بعد إعلان قيام «الخلافة» الداعشية الإرهابية في الموصل ، ثاني مدن العراق، في جوان 2014 ها أنّ هذا الكابوس الدموي يلفظ أنفاسه الأخيرة في نفس المدينة التي تحررت تقريبا بالكامل (ما عدا مساحة هي دون الكيلومتر مربع) من جماعات الإرهاب السلفي الجهادي