الإفتتاحية
سيكون شهر جوان الأكثر كارثية في هذه الجائحة التي ألمت بالعالم وبالبلاد.. وهو شهر سنحقق فيه كل الأرقام القياسية السلبية من عدد
لاشكّ أنّ مظاهر انسداد الأفق والارتداد قد صارت بادية للعيان نلمسها في مستويات متعدّدة ولا نعدم الأمثلة. ففي المستوى السياسيّ
ما أشبه اليوم بالبارحة..صراع محتد على أشده وحرب أهلية باردة في الأفق وكل صفّ يحشد أنصاره وأصدقاءه في الداخل والخارج،
يوم أمس التقى رئيس الجمهورية قيس سعيد مع رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي، وهذا ما مثل الحدث بعد أيام
يقول فيلسوف الإغريق العظيم أرسطو «لا علم إلا بالكلي ولا وجود إلا للعيني».
لو ترجمنا هذه المقولة بعباراتنا العادية لقلنا أن معرفة الواقع تحتاج إلى مفاهيم نظرية ( الكلي) ولكن هذه المعرفة لا تعوض الواقع (العيني )
بعد أن تجاوزنا 100 يوم من عملية التلقيح لابدّ لنا من تقييم أولي حتى لا نكرر أخطاء الماضي والحال أن الوضعية الوبائية خطرة للغاية
«حرب الكل ضدّ الكل» هو الوصف الذي أطلقه الفيلسوف الانقليزي الشهير توماس هوبز في القرن السابع عشر ليعرّف به ما يسمى بحالة الطبيعة وحرب الكل ضدّ الكل
تأتي الصور والمشاهد والشهادات من القيروان لتصفعنا بحقيقة ان تونس ليست واحدة كما أن ازمنتها ليست موحّدة متناسقة.
لقد كان من الواضح منذ البداية أن مخرجات الصندوق في خريف 2019 ستفضي إلى استفحال الأزمة التي ألمت بالبلاد
يحتّل الشباب والشابّات في الدول التي تؤمن بإدماج جميع الفئات في صياغة الخطط، أهميّة كبرى في برامج رصد التحوّلات السياسيّة