الإفتتاحية
يعنّ لبعض الفاعلين السياسيين والمحلّلين والمعلّقين... الربط بين العملية الإرهابية ببن قردان والتفجيرات الدموية التي حدثت في بلجيكا وكأنّ الإرهابيين هنا وهناك قد خضعوا لنفس عمليات «غسل الدماغ» وتلقوا نفس التدريبات وتأثروا بنفس الظروف. بيد أنّ المتأمل في سير
أثبتت الأبحاث الأولية في الهجمات الإرهابية على العاصمة البلجيكية بروكسيل أن هنالك بعض جديد، إلى حد ما، في الإرهاب السلفي الجهادي المعولم وهو المرور بسهولة غريبة من عالم الإجرام العنيف إلى عالم الإرهاب.
تنظيم داعش الإرهابي ضرب مرة أخرى.. ولقد اختار هذه المرة بروكسيل عاصمة بلجيكيا وعاصمة أوروبا.. عمليات انتحارية داخل المطار وفي إحدى عربات المترو ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثين نفرا مع حوالي مائتي جريح... إنه الإرهاب في أبشع مظاهره – وكل مظاهره بشعة
ظن بعضنا أن التوازنات السياسية الجديدة الناتجة عن انتخابات خريف 2014 مدعوة للاستمرار لفترة من الزمن وان الحياة الحزبية قد وجدت مع التوازن الذي أحدثه نداء تونس نوعا من الاستقرار مع بروز قطبين كبيرين وأربعة أو خمسة أحزاب صغيرة تكمل تنوع المشهد السياسي العام...
يصادف مرور ستة عقود كاملة على قيام دولة الاستقلال الوطنية لحظة هامة من تاريخ الأمة التونسية. يمر اليوم ستون سنة على استقلال البلاد التونسية من الاستعمار الفرنسي واسترداد التونسيين حكم بلدهم بأنفسهم وتونس تجابه أدق مراحل تاريخها الحديث.
باستثناء محاولات البعض للرصد و الترصد المنغمسة جلّها في الشأن السياسي العام و مآرب أخرى، تلفّ أوضاع القضاء حالة من اللّامبلاة المريبة، تجعل مرفق العدالة سلطة بلا سلطان، ترزح تحت آليات صدئة أو متهرئة ومتخلّفة.
تعود مرة أخرى مسألة منع النقاب من عدمه في الفضاء العام إثر تقدم مجموعة من نواب كتلة الحرة بمبادرة تشريعية تتعلق بـــ«منع إخفاء الوجه في الفضاءات العمومية»..
ليس من عادتنا أن نتطرّق ، في سياق يستأثر فيه موضوع الإرهاب باهتمام الناس، إلى مواضيع تبدو، في نظر بعضهم، أقلّ أهميّة ولكن نقدّر أنّ سلوك سائقي سيارات الأجرة بالمطار وتصرفاتهم مع الزبائن تستدعي أن نخصّص لها هذه الافتتاحية . فالموضوع وثيق الصلة
يبدو أنه كُتِب على بلادنا أن تعيش على وقع مشكلتين هيكليتين متلازمتين وإن كانتا من طبيعتين مختلفتين تماما رغم ما فيهما أحيانا من نقاط التقاء وهما: الإرهاب والتهميش الاجتماعي.. وإن كانت تونس خاصة مع عملية بن قردان قد حققت نجاحا لافتا في محاربتها لآفة الإرهاب
مع كل عملية إرهابية ومع كل دعوة لضرورة الوحدة الوطنية في هذه الحرب يعيد العديد من التونسيين طرح السؤال التالي: وحركة النهضة في كل هذا؟ وهل يمكن أن نثق فيها؟ وما هي علاقتها الحقيقية بالجماعات التكفيرية؟ وهل هي تطورت فعلا أم أنها تساير واقعا فُرِضَ عليها؟