من الشبكات القديمة بأصنافها وانضافت إليها بعض شبكات الجاه والمال والسياسة الجديدة إلى درجة أن عمّ مجال الفساد كل مجالات الحياة العامة في البلاد وأضحى يشكل اليوم دون مبالغة دولة داخل الدولة ..
وما لا نراه اليوم بالوضوح الكافي أو ما لا نملك عنه المعطيات والحجج الملموسة هو التشبيك المتصاعد لكل شبكات الفساد..ولكن مؤشرات عدة تفيد حصول هذا التشبيك وتناميه وأن لهذا الفساد المتفشي في أوساط عدة في المجتمع علاقات ووشائج تغذيه وتنميه وتجعل منه اليوم قوة تضاهي قوة الدولة وتسمح له بأن يخوض ضدّها معارك عدة ربح جزءها الأكبر إلى الآن.
لنفصل الأمر بعض الشيء : للفساد أوجه ونشاطات عدة فبعضها ارتبط منذ نشأته بالتهريب وبعضها الآخر إداري برشوة موظفين عموميين قصد الحصول على منافع شتى من امتيازات فردية أو صفقة عمومية أو تسريع في معالجة ملف اداري.. وبعضها ارتبط بالجريمة المنظمة والاتجار في المحضورات من مخدرات وسلاح.. وصنف آخر أراد التسلل إلى مواقع القرار والحكم عبر شراء ذمم سياسيين وموظفين سامين وإعلاميين..
ولا يخفى على احد أن لكل صنف من أصناف الفساد هذه شبكات مخصوصة محتاجة دوما للنمو والتكاثر ..فالتهريب عندما يصبح صناعة ضخمة كما نشهده في بلادنا يحتاج قطعا إلى جملة من الشبكات والوسائط بدءا بشبكات أجنبية في دول الجوار ودول العبور ودول المصدر لاستقبال السلع أو لإرسالها وشبكات محلية للخزن والتوزيع والترويج وحمايات أمنية وقمركية وسياسية وقضائية مهما كانت بسيطة..لكن تضخم النشاط التهريبي يفترض حتما تضخما في شبكات الدعم والإسناد و«انفتاحا» على شبكات فساد تشتغل في......