الإفتتاحية
رغم مرور عام ونصف على الانتخابات التشريعية والرئاسية في تونس ، مازالت البلاد تعيش حالة من عدم الإستقرار السياسي،
قالت العرب قديما «ان العاقل يتعظ بغيره والجاهل يتعظ من نفسه». لسنا ندري اليوم أيهما نكون. خاصة وأننا نمشي الهوينى الى «نقطة اللاعودة»
كيف يمكن لعدد من الفاعلين في المجال السياسيّ حفظ ماء وجوههم بعد أن «طلعت ريحتهم» وكُشفت عوراتهم؟
يمكن أن نقول أن يوم أمس مثل الفرصة الأخيرة لراسي السلطة التنفيذية من أجل إيجاد حلّ وسط لتجاوز هذه الأزمة الحادة
لو لم يكن الأمر متعلقا بحياة ومستقبل ملايين المواطنات والمواطنين لكانت تونس المسرح العالمي الأفضل للتسلية على النفس،
يوصّف بعض المثقفين والنشطاء بمختلف أصنافهم المرحلة الحالية بكونها انتفاضة ضدّ «السيستام» بآلياته ومنظوماته وأفكاره البالية ..
من المفارقات أن العدالة الانتقالية المؤسسة على محاسبة من اعتبروا ضالعين في الانتهاكات الجسمية لحقوق الإنسان من 1955 إلى سنة 2013 ،
يدرك اطراف الازمة ان نهاية «حربهم» ستكون المفاوضات لتجنب العصف بالدولة وما بقي من مؤسساتها. وهذا ما دفع بعضهم الى تصعيد
يخيّم الصمت على أغلب هوّاة السياسة الجدد، وهم يعاينون الانتهاكات الأخيرة بحقّ الشبّان والشابات، ويصغون إلى خطابات قائمة على الترهيب والوعيد
عملية كسر العظام بين رئيس الجمهورية والأغلبية البرلمانية مع الحكومة التي تستند إليها قد بلغت حدّها عندما أكد قيس سعيد من جديد يوم أمس بمناسبة استقباله للامين العام لاتحاد الشغل