
زياد كريشان
الاستشارة الالكترونية التي أعلن عن تنظيمها رئيس الدولة في 13 ديسمبر الماضي والتي دخلت في مرحلتها الفعلية يوم 15 جانفي بعد تأخير بأسبوعين
لو حضر بيننا كائن عاقل من المريخ وأنصت خلال أيام إلى كل ما يقال داخل أروقة الحكم وللاهتمامات الرئيسية للسلطة لحصلت
لو أردنا عبارة واحدة لتلخيص المشهد السياسي والاجتماعي الحالي لبلادنا لقلنا أنها ، وبلا منازع، الغموض: غموض مشروع الرئيس وغموض المسار السياسي
لو كتب للرزنامة التي وضعها رئيس الدولة في 13 ديسمبر أن تطبق بحذافيرها سنشهد في نهاية هذه السنة وتحديدا يوم 17 ديسمبر 2022
ماهو المشروع السياسي لرئيس الجمهورية وما هي «الديمقراطية الحقيقية» التي يحلم بها بإرسائها في البلاد ؟ سؤال ،
لقد كرّرنا، ولن نملّ من التكرار،أن الانقسام خطر ماحق يحدق بتونس وأن مآلاته الوحيدة هي العنف بكل أصنافه والهدر القوي لطاقاتنا المادية والبشرية المحدودة بطبيعتها ..
تؤول التراكمات الكمية في جل الأحيان –حتى لا نقول حتما – إلى تحول نوعي وهذا ما قد يفقدنا أحيانا القدرة على الاستباق اعتقادا منا بأن التراكمات الكمية ستبقى إلى الأبد كمية فقط ..
منذ 11 سنة تفجّرت في تونس ثورة عارمة، «ثورة الحرية والكرامة»، وقد حلم جلّنا آنذاك بولوج قوي ونهائي في العصر الديمقراطي ..
يجمع التونسيون، أو يكادون،على أن مشاكل البلاد معقدة وهيكلية ومتضافرة حتى وإن كان تشخيصهم لهذه المشاكل مختلفا ومتناقضا أحيانا ولكننا لا نعلم - بصفة جماعية –
يمكن أن نقرأ تاريخ البشرية كله كحركة انتقال عسيرة وغير منتظمة من الانتقام إلى العدالة..العدالة بما هي محاسبة الجانح أو المعتدي