جدلا واسعا بعد ان هددها برفع إنفاقها الدفاعي . وصرح ترامب بأنّ إسبانيا ستلتزم برفع إنفاقها الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي حتى عام 2035. وقال ترامب إن الولايات المتحدة "ستجعل إسبانيا تدفع ضعف المبلغ" في صفقة تجارية قيد التفاوض، معتبرا موقفها "سيئا للغاية"، ومهددا بفرض تعريفات جمركية مضاعفة على السلع الإسبانية، بل وذهب إلى حد التلويح بـ"نسف اقتصادها بالكامل" إن لم تستجب. اذ يرى ترامب أن واشنطن تتحمل عبئا في تمويل الحلف، وهدد مرارا بإعادة النظر في الالتزامات الدفاعية الأمريكية ضمن المادة الخامسة من ميثاق الناتو.
ورغم دعم بعض قادة الناتو لمقترح الرئيس الأمريكي بشأن زيادة الإنفاق، رفضت إسبانيا، بقيادة الحكومة الاشتراكية، هذا الهدف، مؤكدة أن بلوغ نسبة 2% لا يزال يمثل تحدياً كبيراً في ظل التزامات اجتماعية واقتصادية داخلية.
وقد سبق هذه التصريحات تهديد مباشر يوم 25 جوان الماضي بفرض رسوم جمركية تضاعف المعدَّل الحالي. وكان رئيس الوزراء الإٍسباني بيدرو سانشيز، أكد خلال قمة "الناتو" التزام بلاده بنسبة 2 بالمئة فقط.
وعرف ترامب بمواقفه المثيرة والتي تسببت أزمات بالجملة مع عديد الدول . ووصلت اليوم الى اسبانيا حيث لقي تصريحه غضبا داخليا فقد
انتقد "الحزب الشعبي" اليميني تهديدات «ترامب» ووصف «سانشيز» بالـ"كاذب"، وأعرب حزب "فوكس" اليميني عن قلقه من التهديدات، وعزا الخلاف إلى أهواء شخصية وسياسية .
فيما رفض تحالف "سومر" اليساري التهديدات الأمريكية، مؤكدًا أن إسبانيا لن تزيد إنفاقها الدفاعي إرضاءً لـ"ترامب"، ووصف حزب "بوديموس" اليساري "الناتو" بالمنظمة "الإجرامية". من جهة أخرى أيّد 56.5% من الإسبان عدم الحاجة إلى تخصيص 5% من الناتج المحلي للإنفاق الدفاعي بحسب استطلاع لصحيفة "إل موندو الإسبانية.
أما على الصعيد الأوروبي ، فقد كشفت تصريحات ترامب عن خلافات أوروبية اذ قال أمين عام "الناتو" ان سانشيز منح إسبانيا مرونة في الوفاء بالتزاماتها، لكن مصادر في الحلف نفت ذلك.
من جانبها أكدت رئيسة وزراء إيطاليا أن إسبانيا التزمت باتفاقية "الناتو" بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي. ورفضت بولونيا وإستونيا والدنمارك والسويد الاستثناءات من الالتزام بالاتفاقية، بينما أبدت بلجيكا وسلوفاكيا رغبة في التفاوض بشأن الـ5 بالمئة.
ورغم إقرار المسؤولين الأوروبيين بصعوبة موقف الرئيس الاسباني نتيجة الانقسامات الداخلية، فقد رفض معظمهم تجاهله رفع الإنفاق الدفاعي. ويضغط "ترامب" على أعضاء "الناتو" لزيادة الإنفاق بهدف تعزيز الصناعات العسكرية الأمريكية.