الإفتتاحية
تعود الأزمة السياسية في مظهرها الأخير إلى ما قبل سبعة أشهر أي منذ الخطوات الأولى لتشكيل حكومة المشيشي حيث انفرط حبل الثقة
عند مراجعة ما كتب خلال العشر سنوات الماضية عن الأوضاع في تونس ، يمكن استعمال الأرشيف لنشر مقال مطابق لحالات
لا يزال أغلب التونسيين/ات تحت وقع الصدمة بعد رفض تطبيق مبدإ التناصف في اختيار أعضاء المحكمة الدستوريّة...
في الوقت الذي كنا ننتظر من رئاسة الجمهورية الاقدام على خطوة شجاعة والدعوة إلى حوار وطني يجمع اطراف الازمة والمنظمات الاجتماعية
مع الاقتراب من نهاية الشهر الثاني من ازمة التحوير الوزاري التي تطورت لتصبح تناحرا بين مؤسسات الدولة. يبدو اننا انتقلنا الى مشهد سياسي يعيش
بات عصيا عدّ الايام العجاف في البرلمان. اذ هي متواترة لا تكاد تغيب عنا وهو ما جعل البعض منا «يطبّع» مع العنف والفوضى التي استوطنت
يبدو ان من معضلات تونس ان بعض الفاعلين السياسيين فيها يتعاملون مع تاريخها على انه كتاب يمكنهم تمزيق اوراقه
هزلت تونس في عامها الخامس والستين ومن هزالها بانت عظامها. ذلك هو الانطباع الّذي يخرج به المتابع للأوضاع في تونس اليوم.
ترتبط الشعوب وجدانيا بتواريخ خاصة، تلك التي تكون ملحمية. كعيد الاستقلال الذي لا يختزل فقط كتاريخ للتحرر الوطني والتخلص من الاستعمار الأجنبي-على أهمية هذا الجانب-
تعرف السياسة -أحيانا- باعتبارها فنّ الممكن على مستوى الفعل والتغيير الاجتماعي وهي أيضا فنّ إدارة الصراع والتناقضات، وميزة النظام الديمقراطي