الإفتتاحية
بدأت هذه العهدة الانتخابية بتنافس غريب بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس نواب الشعب حول الملف الليبي وقطاع الزيتون
لو تجاوزنا عبثية صراع أجنحة السلطة وحروب طواحين الريح والماء وفولكلورها السخيف لنرى كيف أصبح وضع البلاد اليوم لا
يمر الأسبوع تلو الآخر ولا يوجد حل في الأفق للأزمة السياسية في تونس في آخر عقدة ظهرت بسبب رفض رئاسة الجمهورية
ينتهز أغلبهم فرصة حلول الثامن من مارس ليقدّموا الورود الافتراضية والتهاني إلى النساء متجاهلين أنّ ما يحدث هنا وهناك
سعيد والتحوير.. الغنوشي وإدارة شؤون الحكم.. المشيشي والدبلوماسية: ثلاثي الحكم يتقاتل لتوسيع صلاحياته
كثيرة هي الامثال الشعبية التي يمكن استعارتها للتعبير ببلاغة عن مصابنا في تونس. ازمات تأبي ان تنفرج ويأبى رعاتها التهدئة رغم أن في ذلك بداية خلاصنا الذي طال انتظاره.
لا تكفي الكلمات للتعبر عن المشهد في تونس والذي يعج بالأزمات. ورغم ذلك نجد احزبا في الحكم تصدر بيانات تدين التأخر في انطلاق حملة التطعيم/
لا ندري بم نوصف ما يحصل حاليا في البلاد فكل النعوت والصفات لا تفي بالغرض..عبث..صبيانيات.. هوس.. صراع العقد النرجسية ..
أشد الفاقة عدم العقل. والفاقة هي الفقر والحاجة. اي ان اشد ضروب الفقر هو الافتقار لعقل. وفي تونس اليوم اصيب العقل السياسي بالفاقة.
الأكيد أن حركة النهضة سخرت امكانيات كبيرة في سعي لاستعراض قدرتها على حشد أنصارها و مؤيديها من مختلف جهات الجمهورية التونسية
لم يعد السؤال المطروح في تونس هل ستنفرج الازمة ام لا؟ فانفراجها حتمي لا مفر منه. لكن السؤال كيف ومتى وبأي ثمن ستنفرج ؟.