الإفتتاحية
لقد شاهدنا كل شيء في هذه الأيام القليلة الماضية في مجلس النواب الممثل (النظري على الأقل) للإرادة الشعبية: خطاب ظلامي تكفيري يزدري المرأة
غياب الحماس في تقبّل مبادرة الإتحاد العام التونسي للشغل من قبل رئاسة الجمهورية ومن بعض الأحزاب، تكشف عمق الأزمة الّتي يعيشها المجتمع السياسي في تونس بسبب
ما حصل في مناقشة ميزانية وزارة المرأة لا يكاد يصدّق . النائب محمد العفاس عن ائتلاف الكرامة يتدخل لمدة خمس دقائق ليصف المرأة التونسية الحديثة (ولا أقول الحداثية )
كما كل الوزارات التي ناقش البرلمان مشاريع ميزانياتها للسنة المقبلة، لا تبدو الميزانية المرصودة لوزارة التجهيز والاسكان والبنية
صرّح وزير الشؤون الدينية في جلسة مناقشة نواب الشعب لميزانيّة الوزارة التي يشرف عليها أنّه يوجد أكثر من 20000 إطار مسجدي،
بعد يومين أو ثلاثة سيشرع مجلس نواب الشعب في مناقشة قانون المالية لسنة 2021 بعد أن يكون قد أتم التصويت على ميزانية مختلف السلط والوزارات والهيئات المستقلة، وقانون المالية هنا هو جملة الإجراءات الجبائية
كيف يمكن أن نُوَصِّف الوضع العام للبلاد مع تجنّب التعميم والإغراق في التشاؤم قدر الإمكان ؟
من غرائب الأمور في بلادنا حصول شبه إجماع على ضرورة حوار وطني شامل سياسي واقتصادي واجتماعي مع وجود شبه استحالة على قيامه بالشكل الأدنى الذي يستجيب لحوار وطني جامع
خلال الأسبوع المنصرم انفرد رئيس الجمهورية بقصر قرطاج على التوالي بكل من رئيس جمعية القضاة التونسيين ورئيسة نقابة القضاة التونسيين ورئيسة جمعية القاضيات التونسيات،
تعيش تونس اليوم على وقع الأغنية الرائعة لفيروز «الغضب الساطع آت» دون أن يكون لها الحدّ الأدنى من الإيمان بالسبل المؤدية للنجاة..