الإفتتاحية
الآن وقد استقال رئيس الحكومة الياس الفخفاخ وكانت حكومته الأقصر، عمرا في حكومات الثورة، قصيرة العمر رغم أنه كان يمني النفس
ما علاقة افتتاحيّة مخصّصة لتحليل المشهد السياسيّ، والآراء الاقتصاديّة والقانونيّة والمواقف الفكريّة،
سبق أن تساءلنا في 20 جانفي الماضي هل مجلس النواب «حَـلَبَة» أم مدرسة للممارسة الديمقراطية؟ وألمحنا إلى أن الأعذار الّتي يمكن بها تبرير
عندما نرى كل مظاهر التفكك والارتباك في أداء مختلف مؤسسات وهياكل الدولة مركزيا وجهويا ومحليا ندرك بوضوح أننا أمام نهاية منظومة كاملة ..
كل شيء في هذا العالم محكوم بذلك القانون الذي اكتشفه الإغريق عندما قالوا إنه عالم الكون والفساد بمعنى الانبعاث فالنمو والتطور ثم التحلّل والانحلال،
من المهمّ رصد أداء الفاعلين السياسيين لتبيّن فاعليتهم وحضورهم وخطابهم وتموقعهم/نّ ومن ثمّة تقييم أثرهم في المشهد السياسيّ ككلّ ،
الاستقطاب الثنائي الحاد والمتعادي بين عبير موسي وحزبها الدستوري الحر وحركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي يتفاقم من يوم إلى آخر ويفرض
لو نظرنا إلى تونس من زاوية كائن عاقل من المريخ لبان لنا البون السحيق بين مشاكل البلاد الحقيقية وصراعات الطبقة السياسية.
كثرة المبادرات التشريعية ووضع قوانين على المقاس لخدمة مصالح ضيقة لبعض الماسكين بالسلطة أو مجرد التفكير في ذلك ، يدفع إلى التساؤل
مازالت البلاد تعيش تحت وطأة شبهة تضارب المصالح المتعلقة برئيس الحكومة الياس الفخفاخ فزاد على أزماتنا الهيكلية شبح أزمة