شيحة قحة
الحمد لله (1) النعجة والعنز ...
كلّ يوم، أنهض فجرا. كلّ يوم، أنا وزوجتي ننهض قبل آذان الفجر. لا أدري لماذا أنهض وزوجتي، كلّ يوم، فجرا. لا شيء يدفعنا الى النهوض فجرا. لماذا أنهض كلّ يوم فجرا وأنا لا شغل لي ولا أمر؟ أنا وزوجتي متقاعدان، نحيا بلا شغل. منذ سنين، ننهض باكرا، فجرا.
حديث الأنا: نحن من أراد لهذا الوطن أن يرتهن
...هذا مسّ من السيادة الوطنيّة. هذا ارتهان للقرار الوطنيّ. هذا استعمار جديد... الى غير ذلك من الكلام المفزع. مثل هذا الكلام نسمعه كلّ يوم ويقوله أهل اليسار خاصّة والعامّة وأيضا أهل اليمين... ما المقصود بهذا القول؟ هل القرار الوطني حقّا مرتهن؟
حديث الأنا: في الكسل العام والعموميّ
أنا كسول. أنت كسول. هو كسول... الكلّ في القطاع العام كسول. يبذل من الجهد أدناه... لكنّ الكلّ في القطاع العام يطالب، يحتجّ، يضرب. شغّيلة القطاع العامّ دوما غاضبون، حانقون، ثائرون. غالبا، مقصّرون ولكنهم دوما يطالبون بالمزيد من الرفاه ومن الأجور.
حديث الأنا: أنا والشيخ الوقور
حين أنظر في ما فات من العمر، أجد أنّني تغيّرت. تغيّرت كثيرا. أنا اليوم شخص آخر مختلف.حين أنظر في مراحل العمر، أجد أنّ فكري، نظري، سلوكي...،كلّها تغيّرت. في كلّ حقبة، أراني أحمل معتقدا، أمشي في سبيل مختلف، أحمل غير ما كنت أحمل من حسّ وفهم...
حديث الأنا: الزفزوف
الزفزوف، في ما أعتقد، هو ذاك العبد الذي يزفّ وعودا كثيرة ولا يفي. الزفزوف هو أساسا كذّاب، مغالط، متحيّل. ترى الزفزوف دوما يثري، يعد، يبني القصور.هو دوما يقول ويقول فيما يقول ريح وسفاهة ومجون.لا صدق في قول الزفزوف ولا أمل في ما سوف يأتي من فعل...
الكتابة هدم أو لا تكون
فكري دوما مضطرب. أنا دوما في سؤال، في شكّ، في تردّد. أنا لا أستقرّ على نظر. نظري دوما يتغيّر. ما لي أنا في اضطراب، في حيرة،في تقلّب؟ مالي أنا دوما، مشتّت الفكر، أبني وأهدم؟ كم مرّة، أتبيّن فأرى ثمّ أسأل فيضيع الرأي وتختلط لديّ السبل... فكري دوما مشوّش.
إلى الوزير الأول السكوت من ذهب.. حين لا نعلم
في الشبكة، استمعت ورأيت الوزير الأول يوسف الشاهد يخطب في رجال الأعمال، يحثّهم على المبادرة، على الاستثمار، على الدفع بالتشغيل... استمعت الى ما قاله الوزير الأوّل فوجدت ما قاله كلاما عامّا كنت سمعته
حديث الأنا: في الفعل
مئات الألاف من الخرفان ذبحت يوم العيد. أكل التونسيون أيّام العيد أطنانا من اللحم. هنيئا للتونسيين بالعيد وهنيئا لهم بما أكلوا... أنا لا أذبح يوم العيد. لا تحبّ زوجتي وأبنائي الذبح. أنا وكلّ عائلتي لا نحبّ ما كان في أضحيّة العيد من هرج. ليست القضيّة اقتصاديّة بل هي نظرة إلى الحياة، موقف وسلوك.
حديث الأنا: الكتابة هي الحياة
ها أنا أعود. ها أنا أعود إلى القلم. أجرّه طولا وعرضا على الورق. أدفع به حيث شئت وكما شئت... القلم هو الحياة. أن تكتب وتقول في الناس ما ترى وما تحمل فأنت كذلك تحيا. الكتابة هي الحياة. أنا اليوم أحيا. أرسم في الورق ما أردت من كلم. ها أنا أنفخ في الناس ما يحمل فؤادي من فكر ومن نظر ومن وجع أيضا...
أنا والسرطان (الجزء الثاني والأخير)
نشرنا في عدد الأمس «اللوحات الخمس» من مقال الأستاذ العزيز شيحة قحة ونواصل اليوم نشر باقي اللوحات من محنته مع المرض.