كثرت الزفزفةفي تونس قبل الثورة وازدادت اتساعا وانتشارا بعد الثورة. وبعد الثورة، تحرّر اللسان فمشى اللسان في كل واد يهذي، يقول، يزفزف.الكثير من الناس عندنا اليوم همزفازفة، كذّابون... أنظر في التلفزة، أسمع رجال السياسة وأنصت الى رجال الدين، أتحدّث مع الناس العاديين فألقى في ما يقولونه، أحيانا كثيرة، كذباونفاقا ووعودا...
لماذا يزفزف التونسيون عامّة؟ لماذا امتهن أهل السياسة ورجال الدين الزفزفة؟ هل في الكراسي ما يدفع؟ هل في المنابر ما يحفّز؟ يعتقد أهل الحكم أن النجاح دعامته زفزفة و الفوز بالسلطة قوامه كذب ومناورة... لن يفلح الساسة الزفزافون وان نجحوا ولسوف يلقون في الأرض خزيا...كذلك، يمشي أهل الدين، جلّهم، عندنا وفي أرض المسلمين. فوق المنابر وقبالة المحراب تراهم،في حماس، يزفزفون. يعدون ويتوعّدون.هم يعدون بالفردوس وكأنّ مفاتيح الفردوس بين أيديهم وهم وحدهم من يأذن بالدخول. هم يتوعّدون بنار من لهب وبعذاب شديد كأنّهم زبائنة جهنّم وهم فيها العسس...في نظري، الزفازفةجميعا، من سياسيين ورجال دين، هم جهلة، متاعيس. هم مرضى، وفي أنفسهم خبث ساكن وفي قلوبهم حجر موصد. هم معاول خراب وتخريب...
لن تنجح أمّة قادتها زفزافون وأيمّتها منافقون، دجّالون. لن ينجح بلد وقد عشّش في البلد، في رؤوس الناس، الغشّ والزور. لن تنفع الثورات ولا سنّ الدساتير ومن سنّ الدساتير هو الآخر زفزوف. الكلّ غارق في الكذب. الكلّ في نفاق، في بهتان مبين.
في الادارة، تنظر فترى الأعين ترقص، لا تهدأ، تمشي وتجيء وكلّها مكر وتربّص. في الجامعة، في الديوانة، في الوزارات، في الشارع، في القصور... تمعن.....