أنا موظّف في القطاع العمومي ورغم أجري الدائم، كان أن شدّني، خلال السنين، عسر ولقيت نفسي وعائلتي في أزمة، في خصاصة. حتّى أتجاوز العسر، أحيانا، ألتجىء الى الأصحاب والعائلة أرجو الرحمة والمساعدة... في مرّة، التجأت الى أحد اخوتي وكان له مال ونفوذ. دعوته أن يقرضني بعضا من ماله أرجعه بعد زمن وما أن يخفّ العسر وأنهض. هو أخ عزيز وله عندي حظوة... مدّني أخي بما طلبت وأكّد أن أعيد له ما أخذت في الموعد... بعد أيّام، جاء أخي لزيارتي. كلّي حرص، اشتريت دجاجا وخضرة وثمارا وأوصيت زوجتي أن تعدّ ما لذّ حتّى يفرح أخي... كنت واياه نأكل في زهو لمّا اقترب منّي وهمس في أذني حتّى لا تسمع زوجتي: «في ما أرى أنت في خير ونعمة... قل لي، متى ترجع المال لأصحابه؟» قلت «سيّدي، هذا الفطور أعددناه خصّيصا لشخصك الكريم... في سائر الأيّام، نحن نكتفي بما كتب، بالخبز وبالكسكسي... ايت ان شئت على حين غفلة وسوف ترى ما نحن فيه من ضيق»...
الى يوم الناس هذا وكلّما بتّ في أزمة، أتحاشى اللجوء الى أخي والى كلّ أفراد عائلتي. أنظر كيف أتجاوز الأزمة لوحدي وان لم أقدر تراني أبحث عن ذاك الذي يقرضني دون أن أكون عنده محلّ رقابة ومتابعة. أبحث طويلا، لكن في كلّ مرّة، لا أجد من حولي من يمدّ لي مساعدة دون أن يسألني عن أمري وماذا سأفعل ومتى ارجاع النقود... لا أحبّ أن أقترض من أحد وان كان من المقرّبين، من أعزّ الناس الى قلبي. كلّما حصل ذلك علمت أنّني وعائلتي سوف نرتهن، ونبقى في.....