
محمد جويلي
نحن في أنظمة مُعادية للجسد، أنظمة السياسة وأنظمة التعليم وأنظمة التنشئة الاجتماعية والدينية وأنظمة الشرطة أيضا.
الإنسان ذاكرة، والذاكرة إنسانية في مداها. نحمل معنا ذاكرتنا أينما حللنا، نداعبها، نستفزها ونوقض ما بها من تفاصيل. نراجعها أحيانا
يحدو التونسيين اعتقاد بكونهم في بلد غير آمن أصبحت الجريمة إحدى مميزاته، فهم يفيقون كل مرة وفي فترات متقاربة على أخبار فظيعة لجرائم ترتكب
سألني أحد الصحفيين عن الذي جرى الأسبوع الماضي في علاقة بالجولة الأخيرة لبطولة تونس لكرة القدم وقال لي كيف
لم يكن الفرد غائبا عن الفهم الذي تطلقه العلوم الإنسانية والاجتماعية. في كل المراحل التي مرّت بها هذه العلوم كان التساؤل دوما
يسعى الناس إلى التعبير عن مشاعرهم ويبحثون عن كلّ السبل التي تمكنهم من ذلك. هناك حاجة كونية إلى تحويل المشاعر إلى أسلوب عيش،
لا ندري تقريبا أين نتّجه. البلد في مضيق متواصل، ولا شيء في الأفق. البلد الأقوى في العالم يعلن مساندته لنا في مفاوضاتنا العسيرة
في كتف كلّ تونسي علامة تلقيح. ورثنا العلامة منذ بدايات بناء الدولة الوطنية. كان وقتها مشروعا مجتمعيا بصدد التشكل.
الثورة ثورات، ثورة البنادق وثورة الحناجر، والحجر، وثورة القرنفل، والبرتقال. ولكن ما حدث منذ ثلاثة وستّون عاما
يتداول الناس فيما بينهم ما يعزّز الطلب والطلب المضاد. يقترحون كلمات وجملا على بعضهم البعض لتأسيس