في لوحات الرسامة عايدة عمٌار ريشة عصامية تقتلع المعنى من براثن الفرشاة

تحوٌلنا إلى تلال " روسبينا " وجالت "بعيونهن" أقدامنا

عبر مفاصل وزوايا المعرض الجماعي لجملة من تجارب و رؤى تشكيلية أنثويٌة عند بوٌابة النسخة 21 من ملتقى المبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي بالمركب الثقافي بالمنستير حيث أطلقت ضيفتنا عايدة عمار العنان برويٌة ووعي بنواميس اللعبة لريشتها فصمٌمت و حلٌقت بأفئدتنا إلى سماء باذخة بالحكايات امتزجت بألوان الطيف.

بهذه المواصفات وفٌقت الرسامة عايدة عمار في نحِت ملحمتها التشكيلية " انخطاف المعنى" لتفتح على مصراعي قماشتها رُزمةَ من الأسئلة مطرٌزة بحرير مشاعرها و اصرارها الفلاذي لتنسج في الأخير من خيوط أبعادها الفنية مسارا خارج حدود الاكاديميات ثم يستوي شغفها و يتعزٌز تألقها بالارادة والثبات لاقتناص البصمة الشخصية .
هكذا وزٌعنا أحاسيسنا على جنبات لوحتها المدهشة ذات صيف معطر بجمال أخٌاذ برؤية نسوية تنجذب لها الذوات من كل حدب وصوب ، إنها باختزال تجربة عصامية صادقة لا تعترف بالخنوع ، بل هو هوس بضمير " هنٌ" أعلنت الفنانة : عايدة عمار حلوله ولأول مرة بين جمع من الاصوات العصامية لتتقاطع الاحاسيس ويكتمل المشهد الأخير من الرواية الإبداعية.
إذن وبفضل اصرارها نجحت الرسامة عايدة عمٌار أن تفتكٌ لها مكانا صريحا في المشهد المتوسطي وتجمٌل مقعدها بحالة وعي تُعاش وتُحسٌ .
اقتربنا من مناخات الرسامة عايدة عمٌار التي تشارك لأوٌل مرٌة في الملتقى حتى نتفحٌص مواصفات التفرٌد والإستثناء في لوحتها. : "انخطاف المعنى" التي خيٌر القائمون على حظوظ الملتقى أن تفتك لها موقعا على خارطة المعرض النسوي الجماعي برواق بهو المركب الثقافي بالمنستير .
ضربنا معها موعدا خاطفا فأدلت بِدَلوها لتعبٌر عن سعادتها باستضافة الملتقى لها و اختيارها كمشاركة ومساهمة في مختلف أشغال الندوة أو الورشات بغية الإستفادة وتبادل التجارب وإبداء الرأي في محاور ومباحث متعلقة بالخبرات التشكيلية النسوية عامة والعصامية بالخصوص لتفيدنا بالشهادة التالية حول مناخات لوحتها وتفاصيل مشاركتها في فعاليات هذا اللقاء النسوي الإبداعي :
إذ تعبٌر قائلة: " لقد اعتمدت في اللوحة الزيتية التي عنونتها ب:"انخطاف المعنى" على الاسلوب التكعيبي مع لمسة سريالية واستعملت الرمزية التعبيرية في الرسم حتى تفتح اللوحة امام المتلقي مساحة تامل حيث يتداخل الواقع بالحقيقة وتتحول التفاصيل الى رموز مفتوحة على اكثر من قراءة بين الالوان والخطوط لينفلت المعنى ويتحول السؤال الى جزء من التجربة البصرية نفسها.....
..... أما عن الملتقى فقد كان اكثر من مجرد حدث فني بل استقام مساحة حقيقية للقاء الضمائر النسويٌة وتبادل التجارب واكتشاف قصص مبدعات عصاميات حملن الفن في قلوبهن قبل ايديهن ، كل التفاصيل التنظيمية كانت مدروسة وكل لحضة حملت معنى …من الورشات الى اللقاءات من الالوان الى التكريمات .. ، كان الحضور دافئا والأجواء إنسانية بامتياز. ،أتوجه بالشكرا لكل من امن باهمية الفضاء و القائمين على هذا العرس الفني، لا أملك إلاٌ أن أشدٌ وأثمٌن مجهود كل مبدعة تشكيلية شاركت ، رسمت واثبتت ان الابداع لا يعترف بالحدود ولا بالقيود ، بل فقط يحتاج مساحة زمن وقلوب تؤمن بما أينعت ألوان فرشاتهنٌ من شتى العطور وشذى الصيف حذو هدير البحر ."

بقلم: جلال باباي 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115