لا تدَعوا أحدا يَصرفُنا عن الجوهري!

لا تدَعوا أحدا يصرفُنا عن الجوهري بخطابات عن الملالي

أو عن أغطية الرؤوس التييرتديها النساء، وغير ذلك... ابن غفيرBen Gvir، وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف (وهو الذي أُدين سابقًا بالإرهاب)، صعد مرارًا إلى ساحة المسجد الأقصى لأداء الصلاة برفقة مستوطنين عنيفين، وللتخطيط لبناء الهيكل الثالث مكان المسجد.

(أنظر: شارل أندرلين).CharlesEnderlinولا ننسى "المنورة" (الشمعدان) رمزًا لدولة صهيونية يُشرف فيها الحاخامات على الزواج والطلاق والدفن، بل وحتى على جزء من التعليم والمنتجات الاستهلاكية، وهم الذين يمنعون الطائرات والقطارات من العمل خلال يوم السبت، ويُردّدون كل صباح: " حمدا لك يا ربي الذي لم تخلقني امرأة". كما كتبت جيزيل حليميGisèle Halimi في كتابها "حليب شجرة البرتقال".

الجوهري إذن هو أن العدوان الإسرائيلي-الأمريكي على إيران ليسسوى حرب استعمارية أخرى، وأن الدولة الصهيونية ليست سوى كلب "كانيش" مطيع للولايات المتحدة.ألم يُجبر نتنياهوNetanyahou طائراته على العودة وهي في طريقها إلى طهران حين قرّر ساكن البيت الأبيض احترام وقف إطلاق النار مع إيران؟ (انظر: راشيل فينك،RachelFink هآرتس Haaretz، 26جوان2025؛ ودافيد هوروفيتزDavid Horowitz، في مقالهما "عندما ساعد ترامب على إنقاذ إسرائيل ثم هاجم قادتها بشدة"، تايمز أوف إسرائيل، Time of Israël26جوان.
إنها حرب أخرى ضد مجالنا الجغرافي والثقافي: حرب ضد فلسطين (الضفة الغربية وغزة المسلّمتان للجنود الصهاينة والمستوطنين المتطرفين)، وضد لبنان، وضد العراق، وضد سوريا، وضد اليمن، بل وضد مصر، وليبيا، وضد بلادنا نحن أيضًا (حمام الشط، والاغتيالات على أراضينا).

أسلاف ترامبTrump طردوا السكان الأصليين وقتلوهم واحتجزوهم في معازل، وجوّعوهم عبر إبادة حيواناتهم (ثيرانهم مثل البيسون).
وهذا ما تفعله إسرائيل بمباركة الولايات المتحدة والدول الغربية (باستثناء إسبانيا، إيرلندا، النرويج، وسلوفينيا، خصوصًا) وذلك بإقامة الأسوار، وجدار الفصل العنصري، وحواجز التفتيش، والطرق الممنوعة على الفلسطينيين، وتخصيص أراضي لجيش الاحتلال منتزعة من أصحابها الفلسطينيين.

إنها حرب استعمارية، كما حصل في الريف المغربي (1921–1927)، حين استخدمت إسبانيا وفرنسا بقيادةالماريشال بيتان Pétain الغازات السامة للحرب العالمية الأولى ضد الأمير عبد الكريم الخطابي.كانت سابقة أُولى، راح ضحيتها 30 ألف قتيل.
وها هو تشرشلChurchill يجيز استخدام الغازات السامة ضد العراقيين الثائرين على الأنقليز في بغداد في جوان 1920، كما فعل سنة 1917 في معركة غزة، حيث أمر الجنرال ألينبيAllenby بإطلاق 10 آلاف قذيفة غاز خانق (كلور أرسين ديفينيلأميني)diphénylaminechlorarsine علىالجنود العثمانيين.وحرب استعمارية أخرى شنّتها إيطاليا ضد ليبيا، حين استخدمت لأول مرة سنة 1913 الطائرات لقصف المقاومين بقيادة عمر المختار، الذي أُعدم شنقًا سنة 1931.وكان ذلك القصف سابقة من نوعه أيضًا.
وفي العراق، استخدم بوشBush أسلحة اليورانيوم المنضّب ضد العراقيين، وكانت سابقة جديدة، خلّفت موجة من سرطانات الأطفال.
أما استخدام القنابل العملاقة (MASSIVE ORDNANCE PENETRATOR) والطائرات B-2 القادرة على حملها، فلا يخرج عن هذا السياق هو أيضا، حين تُقصف بها إيران: إنها سابقة جديدة في فضائنا الجغرافي والثقافي.
إنها حرب استعمارية إمبريالية أخرى. فلنُبْقِ إذن نصبَ أعيُننا الجوهري ولا نغفل عنه.

بقلم :الاستاذ العربي بوقرة 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115