مع تواصل حرب الابادة في غزة ...تحذيرات من مخططات ضم الضفة عين الاحتلال على جنوب لبنان والمناطق الدرزية في سوريا

تكشف الأحداث الدائرة في المنطقة عن ملامح المشروع الصهيوني للشرق الأوسط 

فدولة الاحتلال تخوض عمليات عسكرية على عدة جبهات من أجل إحكام السيطرة على المنطقة بالكامل سواء بالرضوخ لاتفاقيات التطبيع الابراهيمية او من خلال الاعتداءات العسكرية المتواصلة سواء في لبنان لاستهداف بنية المقاومة، او في سوريا لضم المزيد من الأراضي في ظل الحكم الهشّ للشرع . وبعد اندلاع أحداث عنف على خلفية طائفية في منطقة السويداء ذات الأغلبية الدرزية ، تدخل جيش الاحتلال بتعلة حماية الدروز وذلك من اجل ضم أكثر ما يمكن من الأراضي السورية بعد السيطرة على الجولان .

هذه الأحداث دفعت الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، الى التصريح بأن السويداء جنوبي سوريا، ستبقى بحماية الدولة السورية مثل حمص وحماة وسائر المحافظات. ووجه الزعيم الدرزية اللبناني برسالة للبعض في السويداء، وخاصة الذين ينادون بالحماية الدولية والإسرائيلية، قائلا لهم ان السويداء مثل محافظتي حمص وحماة ، ومثل كل مكان في سوريا، ستبقى بحماية الدولة السورية". وجاءت تصريحات جنبلاط ردا على مطالبة حكمت الهجري، أحد زعماء الدروز في سوريا بالمطالبة بـ"حماية دولية". في حين أصدر غالبية زعماء ووجهاء الدروز بيانا مشترك أكدوا خلاله تمسكهم بوحدة سوريا ورفضهم التقسيم او الانفصال . علما ان دولة الاحتلال دأبت على توظيف قضية "حماية الدروز" ذريعة لتبرير تدخلاتها وانتهاكاتها المتكررة لسوريا.

عملية " السور الحديدي" في الضفة

وعلاوة على حرب الإبادة المتواصلة في غزة ، تتصاعد التحذيرات من مخططات الضم الصهيوني للضفة الغربية . وأفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن عمليات قتل الفلسطينيين والهجمات عليهم على أيدي المستوطنين وقوات أمن الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة تزايدت خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقال المتحدث باسم المفوضية ثمين الخيطان للصحفيين في جنيف "كثّف المستوطنون وقوات الأمن الإسرائيلية عمليات القتل والهجمات والمضايقات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، خلال الأسابيع الماضية". ونزح حوالي 30 ألف فلسطيني قسرا في شمال الضفة الغربية المحتلة منذ أن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السور الحديدي". وقالت المفوضية إن هذه العملية تُسهم في ترسيخ ضم الضفة الغربية المستمر، في انتهاك للقانون الدولي.
فهناك حرب تهجير قسري تدور رحاها في الضفة وليس فقط في غزة . وفي جوان الماضي سجلت الأمم المتحدة أعلى عدد شهري للفلسطينيين المصابين في الضفة الغربية منذ أكثر من عقدين. وذكرت المفوضية أنه منذ جانفي وقع 757 هجوما للمستوطنين على الفلسطينيين أو ممتلكاتهم، بزيادة 13 بالمئة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وأضافت أن ما لا يقل عن 964 فلسطينيا قُتلوا منذ السابع من أكتوبر 2023، على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
اقتحام مناطق بالضفة
وفي الأثناء ، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مناطق بأنحاء الضفة الغربية المحتلة، وداهم منازل واعتدى على فلسطينيين بينهم طفل، وفق إعلام حكومي.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن الجيش الإسرائيلي اقتحم مناطق بمحافظة جنين (شمال)، بينها بلدة كفر راعي جنوب المدينة، حيث "داهم منزل عائلة الشهيد يوسف وليد عبد الله شيخ إبراهيم
أعلنت وزارة الصحة أن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها "باستشهاد الشاب يوسف وليد عبد الله شيخ إبراهيم برصاص الاحتلال قرب جنين".
كما اقتحم الجيش بلدة كفر دان شمال غرب مدينة جنين، "وأطلق الرصاص الحي، وداهم عدة منازل وفتشها"، إضافة إلى قرية فحمة، حيث "اندلعت مواجهات دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات".
وفي منطقة جبل أبو ظهير بمدينة جنين أيضا، داهم الجيش منزلا وفتشه، ونشر قناصة في المنطقة، كما احتجزت شابا، ثم أطلق سراحه لاحقا.
ومنذ 21 جانفي 2025، ينفذ الجيش عدوانا على مدن ومخيمات شمال الضفة، بدأه بمخيم جنين، ثم وسعه إلى مخيمي نور شمس وطولكرم.
أزمة تجنيد الحريديم
ان كل هذه التحركات الصهيونية والاعتداءات العسكرية المتواصلة وحرب الإبادة التي تحولت الى حرب استنزاف للكيان في غزة ، لا تنفي كذلك ان الكيان يعيش أزمة حقيقية . فحكومة محرم الحرب نتنياهو تبدو في مأزق عسير بسبب أزمة تجنيد المتدينين اليهود "الحريديم".
اذ كشفت تقارير إعلامية تواصل التصعيد بين الأحزاب الحريدية والائتلاف الحكومي على خلفية أزمة قانون التجنيد. وكشفت الأحزاب الدينية سلسلة مطالب أبرزها إلغاء عشرات آلاف أوامر التجنيد الصادرة لطلاب المعاهد الدينية الخاصة بها، وتجديد تمويل تلك المعاهد، إضافة إلى فرض عقوبات على الأفراد الرافضين للخدمة بدل معاقبة المؤسسات الدينية"
وأعلن حزب "ديغيل هتوراة" أحد مكونات تحالف "يهدوت هتوراه"، الشريك في الحكومة، انسحابه من حكومة نتنياهو على خلفية أزمة تجنيد الحريديم. ولا يعني انسحاب "ديغيل هتوراه" سقوط الحكومة، إذ تملك 68 مقعدا بالكنيست، وتحتاج إلى ما لا يقل عن 61 مقعدا للبقاء في السلطة.
لكن في حال انسحاب حزب "شاس" الحريدي الذي يمتلك 11 مقعدا من الحكومة، فسيسقط الائتلاف الذي يحكم منذ أواخر ديسمبر 2022.
وتتجه التقديرات الى أن حزب "شاس" الديني سينسحب أيضا من الحكومة في الأيام القادمة .
وكانت الهيئة العامة للكنيست قد رفضت في قراءة تمهيدية مشروع قانون حل الكنيست بأغلبية 61 صوتا مقابل 53، بسبب تراجع الأحزاب الحريدية عن التصويت لصالح مشروع القانون.
تحركات مكثفة من الوسطاء
وفي خضم هذا المشهد ، يعمل الوسطاء في مفاوضات الدوحة على تذليل العقبات لابرام وقف اتفاق النار . وقالت قناة القاهرة الإخبارية: "عقد رئيس جهاز المخابرات المصرية حسن رشاد اجتماعًا مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن". وأوضحت أن الاجتماع جاء "في إطار الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة"، حسب القناة دون تحديد موعده ولا مكانه.
كما أجرى رشاد "لقاءات مكثفة مع وفود المفاوضات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
و"تهدف الاتصالات المصرية إلى دفع الجهود الحالية الرامية إلى وقف إطلاق النار وتذليل للعقبات التي تعيق التوصل لاتفاق بغزة"، وفق المصادر.
ولكن مجرم الحرب نتنياهو يعرقل اية تسويات قادمة لا تخدم مصالحه السياسية . وذكرت صحيفة عبرية، أن نتنياهو أقنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنحه أسبوعا إضافيا لإبرام صفقة مع حركة حماس. وتذكر تقارير اعلامية أن الفترة الزمنية الإضافية تهدف إلى تقريب الصفقة من "نهاية الدورة البرلمانية الصيفية" للكنيست في 27 جويلية. وتؤكد المصادر بان "الرئيس ترامب سئم من الحرب في غزة، لكن نتنياهو تمكن من كسب بعض الوقت الإضافي".
وعلى مدار نحو 20 شهرا، انعقدت جولات من مفاوضات غير مباشرة بين دولة الاحتلال وحماس، لوقف الحرب وتبادل أسرى، بوساطة مصر وقطر، ودعم من الولايات المتحدة. وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقين جزئيين لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، الأول في نوفمبر 2023، والثاني في جانفي 2025.
ولكن نتنياهو تملص مرارا من الاتفاقيات وآخرها الاتفاق الأخير وعمد الى استئناف حرب الإبادة على غزة في 18 مارس الماضي امام أنظار العالم وصمت المنتظم الدولي . فالحرب التي تدور رحاها في غزة هي في قلب الشرق الأوسط ، وصمود المقاومة هناك يعني اسقاط المشروع الصهيوني بكل ما يحمله من مخاطر على وحدة دول المنطقة وسيادتها ومصالحها.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115