الإفتتاحية
يبدو أن طرق الصلح قد أغلقت جميعها داخل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وأن الصراع الداخلي الحاد الذي شقها منذ شهر فيفري الماضي بصدد الوصول إلى غاياته القصوى: استقالة ثلاثة أعضاء من أصل تسعة منهم شفيق صرصار رئيس الهيئة.
•ارتفاع نسبة النموّ إلى %2.1
•تراجع نسبة البطالة إلى %15.3
•تواصل هشاشة النسيج الصناعي
قبل انتخابات 2014 يذكر المتابعون للشأن السياسي في تونس ، أن أكثر الشعارات الّتي برزت تمثّلت في «تحصين الثورة» و«عدم الإقصاء» و«الحداثة» وتشبث آنذاك معارضو خط قائد السبسي بمخرجات تحصين الثورة و إقصاء من أسموهم بـ«أزلام النظام السّابق»،
من علامات الأزمات المتعددة والمتضافرة في بلادنا التردي الرهيب الذي آلت إليه حياتنا السياسية بمساهمة ضمنية أو ناشطة من منابر عديدة في وسائل الإعلام إذ أضحت السياسة حلبة لصراع الديكة وللسب والشتم ورمي الخصم باقذع النعوت ..وأضحى هذا الصنف الخاص من السياسيين
لن ننطلق في تحليلنا لخطاب رئيس الجمهورية من الآية القرآنية التي صدّر بها خطابه معتمدا في ذلك على بنية الخطاب السياسي التقليدي الضارب في عمق التاريخ الإسلامي، ولن نشير إلى زلّة اللسان التي تنسف مضمون كلّ الخطاب إن اعتبرنا
لقد سعى بعض مستشاري رئيس الجمهورية إلى رفع قوي وغير مسبوق لسقف الانتظارات من خطاب رئيس الجمهورية يوم أمس بقولهم بأنه سيكون في تونس ما قبل وما بعد 10 ماي 2017..ولقد أساء هذا التسويق المسبق للخطاب أكثر ممّا خدمه ..
جاءت يوم أمس استقالة ثلاثة أعضاء من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من بينهم رئيسها شفيق صرصار كالصدمة التي هزّت الشارع التونسي مخلفة وراءها سيلا من التساؤلات والتأويلات لا نملك جلّ معطياتها وأجوبتها ..
قصة نجاح نادرة هذه التي عاشها ايمانويل ماكرون اصغر رئيس للدولة الفرنسية على الإطلاق والذي تمكن خلال مغامرة سياسية جسورة من تجاوز ماكينات أحزاب الحكم التقليدية يمينا ويسارا ليصبح في سن التاسعة والثلاثين رئيس الاقتصاد الخامس في العالم..
تقدم تونس في الأسابيع القادمة على فترة «تقلبات» سياسية واجتماعية حسّاسة، شبيهة بما عرفته في نفس الفترة التي سبقت إعفاء حكومة الصيد في النصف الثاني من سنة 2016 وتكاد تتكرّر نفس الأحداث حتى في إقالة بعض الوزراء وفي إستقبال رئيس الدولة
نشاهد في تونس خلال هذه السنين الأخيرة ما يشبه الجريمة الجماعية التي يتواطأ كل واحد منا قدر الجهد والطاقة على ارتكابها أو التستر عليها وهي جريمة اغتيال الحقيقة والاستعاضة عنها بأوهام قد تبدو جميلة ولكنها تحجب عنا الواقع كما هو وتمنعنا تباعا من كل إمكانية جدية لإصلاحه..