الإفتتاحية
لا أحد يقلّل من مخاطر التشرذم والانقسامات بين التشكيلات الحزبية ذات التصورات والأهداف المتقاربة في
أزمة ،أو أزمات ،المالية العمومية أمامنا وليست خلفنا ،ولعلّ المظهر الأكثر وضوحا فيها
من مفارقات الساحة الحزبية في تونس بعد الثورة البون الشاسع بين عدد الزعامات الطامحة إلى أعلى درجات الحكم في البلاد وضعف التنظيمات
أبانت التحوّلات السياسية الأخيرة عن حقيقة مفادها انهيار الزعامات السياسية فما استطاع أمناء الأحزاب المتصارعة ولا الشخصيات الماسكة
عملية نوعية أخرى تحسب للفرق الخاصة للحرس الوطني في جبال القصرين كانت نتيجتها القضاء على عنصرين
يقف المتابع للشأن العام في تونس على سمات سريعة التقلّب في المشهد السياسي ،غير متصلة بالأوضاع الإجتماعية والإقتصادية ،
مرت أكثر من خمسة أشهر على المبادرة الرئاسية التي عقبت خطاب الباجي قائد السبسي في عيد المرأة يوم 13 أوت
انسحب يوم أمس ، كما كان متوقعا ، حزب مشروع تونس من وثيقة قرطاج وأعلن أمينه العام محسن مرزوق بأن الحزب
أثبتت التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الأخيرة أنّ الجماهير حين خرجت، واحتلّت الميادين والساحات قد راهنت على امتلاك الفضاء العمومي
ثلاثة أشهر ونصف بالكاد تفصلنا عن أول انتخابات بلدية تعددية في تاريخ تونس المعاصر..