الإفتتاحية
لا يختلف عاقلان في ان الاوضاع العامة بالبلاد التونسية بلغت مرحلة من التأزم والخطر ينذران بأننا على ابواب
لقد قيل كل شيء، عن الأزمة السياسية الحادة التي تعيشها البلاد،وعن الصراعات الطفولية لأجنحة السلطة المختلفة وعن تمترس كل فريق حول ما يعتبره حقّه وصلاحياته وشرعيته ومشروعيته ..
ما يحدث اليوم في بلادنا يتجاوز كل الحدود - لا حدود العقل بالمعنى المتعارف عليه- ولكن الحدود الدنيا لكل منطق سليم ..
رغم مرور عام ونصف على الانتخابات التشريعية والرئاسية في تونس ، مازالت البلاد تعيش حالة من عدم الإستقرار السياسي،
قالت العرب قديما «ان العاقل يتعظ بغيره والجاهل يتعظ من نفسه». لسنا ندري اليوم أيهما نكون. خاصة وأننا نمشي الهوينى الى «نقطة اللاعودة»
كيف يمكن لعدد من الفاعلين في المجال السياسيّ حفظ ماء وجوههم بعد أن «طلعت ريحتهم» وكُشفت عوراتهم؟
يمكن أن نقول أن يوم أمس مثل الفرصة الأخيرة لراسي السلطة التنفيذية من أجل إيجاد حلّ وسط لتجاوز هذه الأزمة الحادة
لو لم يكن الأمر متعلقا بحياة ومستقبل ملايين المواطنات والمواطنين لكانت تونس المسرح العالمي الأفضل للتسلية على النفس،
يوصّف بعض المثقفين والنشطاء بمختلف أصنافهم المرحلة الحالية بكونها انتفاضة ضدّ «السيستام» بآلياته ومنظوماته وأفكاره البالية ..
من المفارقات أن العدالة الانتقالية المؤسسة على محاسبة من اعتبروا ضالعين في الانتهاكات الجسمية لحقوق الإنسان من 1955 إلى سنة 2013 ،