في حربها المعلنة على الوباء. فشل بحثت الحكومة امس عن تداركه وفق شعار «ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي أبدا».
اذ اطل امس رئيس الحكومة هشام المشيشي ليعلن عن حزمة من الاجراءات الجديدة لمجابهة جائحة الكورونا، ولكن بالأساس ليعلن عن نفسه كـ«قائد» للحرب على الوباء. قائد ستعان بخطاب حمّل فيه مسؤولية تفشي الوباء بالأساس للتونسيين وخصومه السياسيين وبدرجة اقل لحكومته.
خطاب شدد فيه المشيشي على ان التونسيين لم ينخرطوا في مجهودات الحكومة لمجابهة جائحة الكورونا، وان التونسيين كانوا احرص على الحفاظ على تفاصيل حياتهم اليومية من جلوس في المقاهي وتبادل للزيارات والذهاب الى التجمعات وأماكن الازدحام أكثر من حرصهم على احترام الاجراءات الوقائية او البرتكول الصحي.
وضع يقول المشيشي ان حكومته كانت مدركة له ولكنها ولعدة اعتبارات خيرت ان لا تتدخل وتفرض تطبيق الإجراءات. وهو ما ادى في النهاية الى ان يبلغ الوباء مرحلة شديدة الخطورة تستوجب الصرامة والشدة في تطبيقها. وذلك ما أعلن عن نيته القيام به.
فرئيس الحكومة أعلن انه لن يسمح بعدم احترام البرتوكول الصحي الذي كان يغض البصر عنه تحت عدة عناوين منها «الوضع الاجتماعي» او تأثير السجلات الشعبوية والبحث عن تسجيل نقاط سياسية. وفق قوله والذي اراد منه ان يستهدف رئاسة الجمهورية اساسا.
اي ان المشيشي وهو يعلن عن نفسه قائدا للحرب على الوباء جعل من تفشي العدوى وتسجيل إصابات بالآلاف وأكثر من 100 وفاة في اليوم اخطاء غيره لا تتحمل حكومته من وزره شيئا. فهي ولئن اخطأت في بعض التقديرات الا انها كانت تجتهد لحماية التونسيين والحفاظ على النشاط الاقتصادي.
غير ان مجهودها جوبه بعدم انخراط التونسيين فيه وعدم تفاعل مؤسسات الدولة معها في وضع تميز بتأبيد الصراع السياسي والأزمة بين مؤسسات الدولة فافضى في النهاية الى ان يصبح الوضع اليوم خطيرا جدا، وهذا لن تصمت عنه الحكومة التي قررت ان تكون صارمة.
فالمشيشي يعلن انه سيتحمل مسؤوليته في حماية الشعب التونسي وانه سيتخذ الخيارات الصعبة للحيلولة دون أن تصل البلاد الى وضع تعجز فيه عن إيجاد اطباء واطارات شبه طبية لتقديم الرعاية للمرضى. فهذه هي مسولية الدولة التي يقر انها لم تتخذ في مناسبات سابقة الاجراءات التي كان يفترض ان تتخذها.
وتستمر بذلك المراوحة بين التنصل الكلي من المسؤولية عن تدهور الوضع الصحي للبلاد وتحمل اخف اعبائها مع التبرير بان ما حدث سببه الاخرون او الوضع الصعب الذي وجدت الحكومة نفسها فيه، وعليه فان الحكومة لم تقصر ولم تتهاون في معالجة الازمة الصحية لذا لا يجب ان تحميلها المسؤولية او ان تجابه محاولتها لقيادة البلاد بالرفض.
هذا جوهر الخطاب الذي قدمه رئيس الحكومة وأراد منه ان يعلن نفسه كقائد للبلاد في اسوء مراحل ازمتها الصحية التي تهدد بانهيار منظومة الصحة العمومية، خطاب تنصّل فيه الرجل عن تحمل المسؤولية والإقرار بان حكومته اخطأت التقدير والتخطيط. اي ان المشيشي لم ينجح رغم محالة الظهور بلباس القائد في ان يكون كذلك فعليا.
فالرجل كلّ ما اتاه هو انه توّعد التونسيين بتطبيق صارم لا استثناء فيه ولا تجاوز لمن يخالف الاجراءات الوقائية، وغفل عن ان القيادة لا تكون بمجرد الرغبة فيها. فان تقود البلاد في ازمتها عليك ان تكون محلّ ثقة، اي ان يرى التونسيين في من يقودهم الشخصية الاقدر التي تدرك ما تقوم به. وليس رئيس حكومة يحملهم المسؤولية ويتنصل هو منها.
إجراءات جديدة لمجابهة الكورونا: رئيس الحكومة والبحث عن لقب «القائد»
- بقلم حسان العيادي
- 10:57 17/05/2021
- 988 عدد المشاهدات
مع استفحال الحالة الوبائية في تونس برز جليا فشل الحكومة في ادارة الازمة الصحية وتداعيات غياب قيادة ترافق البلاد