الإفتتاحية
سنوات قليلة بعيد انهيار الاتحاد السوفياتي وما كان يسمـــى آنذاك بالعالم ثنائي القطبية (monde bipolaire) أصبح المحللـــــون الإستراتيجيون
تفتح تونس صفحة جديدة من تاريخها بعد أن أعادت الانتخابات الأخيرة صياغة المشهد السياسي كلّيا فترأس رجل جديد الجمهورية وأمسك بزمام الأمور.
كان الإعلان عن التغيير الحكومي في عهود الاستبداد، مجرّد خبر قد يكشف ، في بعض الحالات، عن أسماء جديدة تنضمّ إلى الفريق
سيحتفظ «التاريخ الصغير» (ترجمة سيئة للتعبير الفرنسي La petite histoire) في ذاكرته القصيرة بتقلبات إعلان حكومة الجملي..
لا أحد يستطيع أن يتكهن بما سيحصل لا خلال يوم ولا خلال أسبوع ولا خلال سنة لا فقط لتعقد عملية التوقع بل
كان من المؤمل أن تدخل تونس و الجزائر و مصر للمساعدة على حل الأزمة اللّيبية في بدايتها و ألا تترك الأبواب مفتوحة
تونس ولاّدة.. فعلا ولاّدة وقادرة دوما على مفاجأتنا بما لم يخطر على قلب بشر..
لن نتناول، في هذه الافتتاحيّة، وقع الزيارة المثيرة للجدل للرئيس التركيّ على الرأي العامّ التونسيّ. فقد كتب غيرنا في الموضوع وتنافس «المحلّلون»
لا يمكن لأي تونسي عاقل ألا يشعر بالمرارة والألم أمام الاقتتال الذي يجري على الأرض الليبية بين أخوة لنا تجمعنا بهم
بعد أخذ وردّ وتقارب وتباعد وتكتيكات سياسوية مختلفة لجأت حركة النهضة إلى تحالف سياسي غير معلن بينها وبين قلب تونس