الإفتتاحية
من حق التونسيين بعد 9 سنوات من 14 جانفي 2011 أن يحلموا بغد أفضل، لكن ليس من حقهم أن يسلّموا
سواء أكان في شكل مهزلة أو في شكل مأساة التاريخ يعيد نفسه أو بالأحرى نفس الأسباب تؤدي دوما إلى نفس النتائج.
انتهى الشهر الثاني من تكليف السيد الحبيب الجملي الّذي اختارته حركة النهضة مرشحا لها لتشكيل الحكومة الجديدة والتي لم تتحصل
اليوم نعلم هل ستمر حكومة الحبيب الجملي أم لا ،هذا إن تم عرضها فعليا أمام البرلمان، وفي كل الحالات من سيصوت لفائدتها
أشار المختصّون في دراسات الإرهاب/التطرّف العنيف منذ سقوط «دولة الخلافة»، إلى إمكانيّة إحيائها في ليبيا. فهذا البلد يمثّل البديل الأمثل لأسباب متنوّعة:
«الحرب هي مواصلة السياسة بطرق أخرى» هذا ما قاله الضابط الألماني كلاوسفيتش في القرن التاسع عشر في كتابه الشهير
سنوات قليلة بعيد انهيار الاتحاد السوفياتي وما كان يسمـــى آنذاك بالعالم ثنائي القطبية (monde bipolaire) أصبح المحللـــــون الإستراتيجيون
تفتح تونس صفحة جديدة من تاريخها بعد أن أعادت الانتخابات الأخيرة صياغة المشهد السياسي كلّيا فترأس رجل جديد الجمهورية وأمسك بزمام الأمور.
كان الإعلان عن التغيير الحكومي في عهود الاستبداد، مجرّد خبر قد يكشف ، في بعض الحالات، عن أسماء جديدة تنضمّ إلى الفريق
سيحتفظ «التاريخ الصغير» (ترجمة سيئة للتعبير الفرنسي La petite histoire) في ذاكرته القصيرة بتقلبات إعلان حكومة الجملي..