حسان العيادي

حسان العيادي

أكدت قوات سوريا الديمقراطية يوم أمس سيطرتها الكلية على مدينة الرقة، أخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي، مضمون إعلان القوات الكردية يدق اخر مسمار في نعش التنظيم بشكله الحالي، حيث خسر كل مناطق نفوذه وانهارت «الخلافة» التي جمع تحت رايتها مقاتليه من مختلف الدول. لننتقل الى مرحلة جديدة عنوانها «ما بعد داعش»، تبرز فيها جملة من التحديات ليست تونس بمنأى عنها.

لا حدود لسريالية المشهد اليوم في تونس، الكل منشغل بالاستحقاقات الانتخابية القادمة والحال ان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لا يعلم إن كان في عمرها بقية أم أن أيامها معدودات، فالخلافات بين أعضائها والحل «السحري» للخلافات القائم على إلغاء قرعة تجديد الثلث واعتبار أن سد شغور الاستقالات الثلاثة يجّبها، ليس إلا بداية فصل جديد من أزمة جعلت

حسم مجلس شورى حركة النهضة أمره في ما يتعلق بالانتخابات التشريعية المبكرة بألمانيا، واتخذ قراره بعدم المشاركة فيها وترك خيار دعم مرشح «شريكه» في الحكم نداء تونس بيد

يقف الشريكان الاجتماعيان لحكومة الشاهد، اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف، في منتصف الطريق، فلاهما أعلنا رفضا صريحا لمشروع قانون المالية لسنة 2018، ولا أعربا عن دعمهما لما تضمنه القانون، حالة الانتظار التي تعلنها المنظمتان الاجتماعيتان لم تحل دون التعليق على ما بلغهما من ملامح القانون، تعليق وان كان متحفظا فانه حمل بالانتقادات المباشرة للقانون وتوجهاته.

اختارت حكومة الشاهد أن تطلق عملية تسويق قانون ماليتها بحوار لرئيسها، يكشف فيه فلسفة المشروع الذي اعدته الحكومة وتوجهاته الكبرى بعد ان تكتمت عليه لأسابيع عدة، الخطة الاتصالية للحكومة تنطلق من ان المشروع الحالي هو مشروع الإصلاحات والاستثمار، حيث تعددت الفصول المشجعة على الاستثمار والمتضمنة لباكورة الإصلاحات الكبرى.

ساعات قليلة فصلت بين انتهاء فريق حكومي مصغر من إدخال تعديلات أخيرة على قانون المالية وبين توقيت عرضه على مجلس وزاري اليوم، مشروع حافظت فيه الحكومة في نسخته الأخيرة على ابرز الخطوط العريضة التي أعلنت عنها، الرفع في الضرائب والمساهمات في الصناديق الاجتماعية، مع تخفيض نفقات التصرف.

يومان مرّا على نهاية الآجال القانونية لقرعة تجديد ثلث أعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وكانا كافيين لتفاقم الصراع الداخلي بين الأعضاء الـ9، بشأن من تشمله القرعة ومن هو مستثنى منها، صراع فاقم الإرباك الطاغي على المشهد الانتخابي والعام،رغم محاولة الأعضاء الـ6 المجتمعين التقدم خطوات في الانتخابات الجزئية بدائرة ألمانيا، وترك أمر حسم

ووري جثمان وزير الصحة سليم شاكر الثرى يوم أمس بمقبرة الجلاز، وقد شارك في موكب دفنه الذي انطلق من بيته- أين أدى رئيس الجمهورية واجب العزاء- أعضاء الحكومة وقادة من الأحزاب الوطنية، وابّنه رئيس الحكومة يوسف الشاهد منوها بخصاله وبتفانيه في العمل مشيرا الى أن ظروف وفاته تدلّ على وطنية الرجل.

ينظر مجلس وزاري يوم الأربعاء القادم في النسخة النهائية لمشروع قانون مالية 2018 الذي ستتقدم به الحكومة لمجلس نواب الشعب وللأحزاب والمنظمات الداعمة لها، مشروع جعلت حكومة الشاهد عنوانه الأبرز «الترفيع في الضرائب» مما جعلها تقف به على ارض متحركة، لا دعم مطلق ولا معارضة كلية، ملفات تحدد من يدعم ومن يعارض، وفي أتون هذا

عمليا تراهن الحكومة على إقناع المنظمات الاجتماعية بخطتها الإصلاحية، من قانون مالية 2018 وصولا الى برنامج الإنعاش الاقتصادي، وتدرك الحكومة ان مهمتها لن تسير على نسق ثابت، كما هو الحال لعلاقة المنظمتين الأثقل بها وببعضهما البعض، فاتحاد الشغل ومنظمة الأعراف وان يلتقيان عند الخطوط العريضة، كرفض الزيادة في الضرائب المباشرة وغير

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115