من المتصارعين، في ظل محاولات من الطرفين لاستمالة احدها، على غرار آفاق تونس، الذي التقى رئيسه ياسين ابراهيم، برئيس الجمهورية منذ يومين.
«تلمح» هي الكلمة التي تشدد عليها مصادر من افاق تونس، حينما تتطرق لنقطة محددة في اللقاء بين رئيس الحزب ورئيس الجمهورية، والنقطة المقصودة هي تقارب من اي نوع مع حركة نداء تونس، فوفق مصادر قريبة من ابراهيم فإن الباجي قائد السبسي اقترح عليها تلميحا البحث عن تقارب من النداء.
اقتراح لم يحدد كيف كانت صيغته، لكن حدد زمن تقديمه، وهو اثناء التطرق لمسألتي، الأزمة السياسية والاستحقاقات الانتخابية القادمة، هنا القى الرئيس بمقترح تلميحا وفق بعض المصادر، وقبلها «تغافل» ياسين ابراهيم عن التعليق او الرد. فالرجل الاول في افاق تونس يبدو انه لم يرغب في جعل جوابه مباشرا وحاسما لرئيس الدولة، طالما ان الاخير لمح ولم يصرح.
نقطة لم يقع الافصاح عنها رسميا عقب اللقاء سواء من قبل رئاسة الجمهورية او افاق تونس، الذي اكتفى رئيسه في تصريحاته الاعلامية اول امس على غرار التصريح الذي قدمه لـ«المغرب»، في عددها الصادر امس، بالقول تطرق مع رئيس الجمهورية «إلى الأزمة السياسية التي تعيش على وقعها البلاد منذ مدة ..وتغير المعطيات وتفاقم ظاهرة السياحة البرلمانية التي زادت في تعقيد الازمة.
ابراهيم اشار الى ان اللقاء تطرق الى التوتر الموجود بين رئيس الجمهورية وبين حركة النهضة، وتموقع حزب آفاق تونس في المشهد الحالي، ويبدو ان ابراهيم اعلمه ان افاق لا يقف في مواجهة رئاسة الجمهورية بل يعتبر ان الرئيس له دور هام في العملية السياسية الى غاية الانتخابات القادمة.
انتخابات يبدو ان افاق تونس سيخوضها بخطاب يتمايز به عن بقية مكونات المشهد السياسي، فالحزب وقادته مقتنعون بان افضل خياراتهم البقاء على حالهم دون الاقتراب من نداء تونس خاصة بعد اندماجه مع الوطني الحر، وهذا سبق ولمح له ابراهيم بتشديده على ان حزبه لا يخوض اية مشاورات مع نداء تونس سواء للالتحاق بالنداء والانصهار معه او الاقتراب من دائرته والعمل المشترك في أي ملف، فحزب آفاق وفق جزء من قادته ينكب حاليا على البحث عن افضل استراتيجيته لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وافضلها بالنسبة له ان يكون بمفرده او في تحالفات لا تربطه بقطبي الصراع، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. وهذا يفسر سبب تجنب ياسين ابراهيم التعليق ايجابا او سلبا على مقترح رئيس الدولة المبطن.