ليلى بورقعة

ليلى بورقعة

إن أصبحت «المونودراما» أو «الوان مان شو» فنا شائعا في مسارحنا ومهرجاناتنا فإن هذا الفن ليس سهلا ومتاحا للجميع ... وإن يتجرأ البعض على اقتحام ركحها فإن المونودراما لم تحفظ إلا أسماء مبدعيها الحقيقيين. وفي هذا السياق يتنزل بعث «المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج» من 5 إلى 12 ماي 2018 على يد المسرحي إكرام عزوز.
من المنتظر أن يكون افتتاح الدورة التأسيسية من «المهرجان الدولي للموندراما بقرطاج» بإمضاء الفنان المغربي عبد الحق الزروالي الذي قدم ما يقارب 24 مسرحية كان فيها الكاتب والمخرج والممثل الوحيد. أما الاختتام فسيكون بتوقيع الفنان لمين النهدي في عرضه الجديد «نموت عليك» من إخراج منصف ذويب.

إعادة الاعتبار إلى أعلام المونودراما في تونس
يأتي بعث «المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج» من أجل تصحيح النظرة السلبية إلى عروض المونودراما أو الوان مان شو حسب تصريح صاحب الفكرة الفنان إكرام عزوز. وفي هذا السياق يضيف لـ«المغرب» قائلا: من المؤسف أن تحصر الأحكام المسبقة عروض المونودراما في خانة البحث عن الربح المادي أو استسهال الكوميديا أو الإساءة إلى المسرح... حتى أن بعضهم لا يعتبر «الوان مان شو» مسرحا ! وهذا ليس صحيحا لأن المونودراما فن مسرحي قائم الذات له ميزات وخصوصيات وشروط... وفي تونس كانت لنا تجارب رائعة وأسماء لامعة في هذا الفن على غرار حمادي الجزيري في «أغنيم التم»، و نورالدين بن عزيزة في «التربيع والتدوير» عن نص عز الدين المدني ، كما اشتهر محمد إدريس بتقديم عرض «حي المعلم»، كما أبدع كمال التواتي في «لرياح» من إخراج طارق بن عبد الله، دون أن ننسى طبعا لمين النهدي ورؤوف بن يغلان وناجية الورغي وزهيرة بن عمار ...».

وبتأسيس «المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج «، يطمح المسرحي إكرام عزوز إلى بعث مهرجان مختص في المونودراما أو الممثل الواحد بمواصفات دولية سيما وأن تونس تختزن تاريخا عريقا في هذا الفن قادرا من شأنه منافسة كبرى المهرجانات على المستوى العربي على غرار مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما...
وعن مصادر تمويل هذا المولود الجديد في صنف المهرجانات المسرحية، صرح إكرام عزوز أنه بانتظار عقد اجتماع مع وزير الشؤون الثقافية ليس فقط من أجل الحصول على الدعم المادي بل التمتع بالدعم المعنوي من خلال الشراكة مع الوزارة والمندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية ومراكز الفنون الركحية والدرامية...

عروض في المسارح... والشوارع
يسعى «المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج» إلى «تقديم عروض المونودراما والحكايا والسلوهات وعروض السلام...من خلال عرضها في الفضاءات المسرحية التقليدية أو تقديمها في شكل عروض «فن الشارع»   بساحات الفنون أو بمقاهي الفضاءات الثقافية…» ويضيف الفنان إكرام عزوز:»سيقام هذا المهرجان بالعاصمة وبخمس ولايات أخرى وهي الكاف وقفصة والقيروان وصفاقس ومدنين، ذلك أن المهرجان منخرط ومؤسس لشبكة «شارعي» المختصة في النهوض بفنون الشارع في الفضاء الإفريقي... كما من المنتظر أن تحتضن فضاءات مختلفة عروض هذا المهرجان ومن بينها المسرح البلدي في تونس ودار الثقافة ابن رشيق وفضاء كارمن الثقافي وقاعات العروض بمراكز الفنون الدرامية والركحية بالكاف وصفاقس والقيروان وقفصة ومدنين...».

وشدد المسرحي إكرام عزوز على أن «المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج» لن يكون مناسبة ثقافية ومسرحية بحتة بل سيحاول الانخراط في البعد التنموي والمسار السياحي من خلال برمجة زيارات للمواقع السياحية بالجهات لفائدة الضيوف من أوروبا والبلدان العربية والإفريقية الذين يمكنهم أن يقدموا عروضا باللغة العربية أو الفرنسية حتى يكون المهرجان فضاء للتبادل الثقافي والفني بين المبدعين من جميع أنحاء العالم ونقطة انطلاق للفنانين الجدد ...».

ويقود هذا الحدث الثقافي فريق من المسرحيين والفاعلين الثقافيين على غرار إكرام عزوز وكوثر الضاوي والطاهرعيسى بن العربي وبسام بلطي وسيف بوعجاجة ...
في انتظار حلول دورته التأسيسية في شهر ماي من سنة 2018، هل سيصحح فعلا «المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج» الانطباعات المستهزئة أو المستنقصة لمسرح «الوان مان شو»؟ وهل سيصالح بين المونودراما ومبدعيها الحقيقيين؟

إن كان لكل مقام مقال فقد ناسب الحدث القول في اختيار «دار نقوش عربية للنشر» أن يكون توقيع كتاب «الجسد في الحمام» للباحثة خولة الفرشيشي صباح أمس بـ»حمام الدرة» بحي ابن سينا بالعاصمة. فكيف كان الجسد في الحمام حمّالا للهوية التاريخية والحضارية وناطقا بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؟ وماهي تجليات ثقافة الجسد وفن الجسد في الحمام؟

«يفترض في الأفلام أن تكون أقرب للموسيقى منها للقصة، دفعة من الأحاسيس المتعاقبة تؤثر في المشاهد تدريجيا، بعد ذلك تأتي القصة والرسائل»... تسجل هذه القولة حضورها في فيلم «تونس الليل» الذي اعتمد الموسيقى شغفا وشفاء وعالما شاعريا تدور في فلكه أحداث هذا الفيلم الروائي. عن تونس التي نعرف ولا نعرف، عن وطن يوجعنا ونحبه، عن الحياة... كانت الحكاية في «تونس الليل».

«تحط طيور الوفاء هذه المرة في أرض غالية من الوطن العربي.. أرض لها في النفس حديث ذو شجون. يوم الوفاء تلك البادرة التي أطلقتها لتكون باقة ورد لا توضع على ضريح.. بل على قلب حي نابض وفكر فاعل»... هكذا تحدثت صاحبة فكرة»يوم الوفاء» الشاعرة الكويتية سعاد الصبّاح عن تكريم «مؤسسة سعاد الصبّاح» للمفكر التونسي الحبيب الجنحاني بدار

ينبع المسرح من أصل الإنسان، من الحياة نفسها... بما هي مسرح كبير على حدّ تعبير شكسبير: «الدنيا ركح كبير، وإن كل الرجال والنساء ما هم إلاّ لاعبون على هذا الركح.» ومن هنا تتأتى الحاجة إلى الفن الرابع بما هو أب الفنون، وفي هذا السياق تستعد تونس لاحتضان حدثين مسرحيين مميزين: أيام قرطاج المسرحية في دورتها 19 ومهرجان المسرح العربي الذي انتظمت دورته الأولى في تونس منذ 10 سنوات.

يقاوم الكتاب التونسي من أجل البقاء تهديد أزمة خانقة تكاد أن تقبض على أنفاسه في ظل عزوف القراء وإشكالات النشر وفوضى الدعم... مما يستدعي تدخلا عاجلا لإصلاح ما يمكن إصلاحه وعلاج ما خلفته التراكمات من مضاعفات بسبب حلول ترقيعية وقرارات متسرعة لم تأت أكلها، بل زادت الطين بلة!

في الوقت الذي تحتاج فيه مدارسنا إلى عملية إصلاح تربوي عاجلة وقد تراجع تصنيفها إلى المرتبة 65 من بين 70 بلدا شملها تصنيف «بيزا» للأنظمة التربوية لسنة 2015، فمن مبكيات الدهر أن تشهد ساحة هذه المؤسسات التربوية من فترة إلى أخرى مهازل مخجلة وتصرفات متخلفة لا تحترم حرمة المدرسة. آخر هذه الوقائع المخزية كانت ضحيتها المعلمة فائزة

عن أناس يعتقدون أنهم يملكون الحقيقة، رافضين فكرة التعايش مع الآخر ومبدأ الاختلاف، عن الانقسام الايديولوجي، الفكري، السياسي، والجغرافي.. في فلسطين والعالم العربي اهتمت كاميرا فيلم «كتابة على الثلج» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي بنقل فصول من واقعنا العربي المتأزم والمهزوم... ومن المنتظر أن يكون هذا الفيلم المشترك في الإنتاج بين تونس

إن كانت الصورة لسانا بليغا يتحدث بكل لغات العالم فقد غدت أحد الأشكال الأساسية في عملية التواصل في عصرنا الحالي. وفي هذا السياق كانت ولادة مشروع «ألف فيلم وفيلم» للفنان منصف ذويب قصد تعليم تلاميذ المؤسسات التربوية مبادئ اللغة السينمائية وخطاب الصورة من شمال تونس إلى جنوبها... من أجل إبداع ألف فيلم وفيلم.

في مزج مدهش بين جمال الخيال وقبح الواقع تتدفق ريشة فنان الكاريكاتير في خفة وظرافة وطرافة لتعبر عن أزمة كبيرة بصورة صغيرة ولتنقد وضعا معقدا برسم بسيط... فتقول كل شيء بالمختصر المفيد. كثيرا ما يكون فن الكاريكاتير أقوى من الكلمات ورسم الكاريكاتير بمثابة السهم القاتل الذي يصوّبه الرسام نحو الهدف مباشرة فيصيب المبتغى، ولهذا طالما كان

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115