
حسان العيادي
اتضح من خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد في بروكسال خلال اليومين الفارطين، انه اختار ان يدافع عن سياساته العامة المتبعة منذ اعلانه
رغم انغلاقهم عن من هم من خارجهم وابتعادهم عن دائرة الضوء وعن الحضور العلني والفعلي في المشهد السياسي، الا ان «تنسيقيات»
يسود انطباع بان المشهد السياسي الراهن مستقر على ما هو عليه، هيمنة الرئيس على مجرياته وتحديده للنسق الذي تمضى عليه الامور اضافة ليده العليا في حسم كل الخلافات التي تجمعه مع خصومه.
ستنطق غدا أشغال مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل ولن تتحدد معه هوية القيادة المركزية الجديدة التي ستتولى استكمال المفاوضات مع الحكومة
منذ ان تم الاعلان عنها حرص الرئيس قيس سعيد على ان يحيط «الاستشارة الوطنية» الالكترونية التي انطلقت رسميا في الـ 15 من جانفي الفارط،
منذ 25 جويلية انقسمت البلاد في السردية الرسمية إلى معسكرين، يحدد هوية كل منهما مدى انخراطه في مشروع «البناء/تصحيح المسار»،
رسم امس رئيس الجمهورية قيس سعيد في كلمته الافتتاحية لأشغال مجلس الوزراء عنوان المعارك القادمة التي جعل الوصول الى ساحاتها متصلا
اختار الرئيس ان يذهب في صراعه مع المجلس الاعلى للقضاء الى الحسم بإعلانه عن حلهّ في انتظار صدور مرسوم في الغرض يوم غد الخميس موعد انعقاد المجلس الوزاري،
يستمر الحال على ما هو عليه في تونس، زمن سياسي منفصل كليا عن الزمن الاقتصادي والاجتماعي، ليسير وفق نسق الرئيس ومشروعه،
هناك اجماع ضمني على ان ازمات البلاد باتت مترابطة. بعيدا عن مقاربة المعضلة السببية «الدجاجة والبيضة» التي تحضر في المشهد التونسي