عزيمة الأطباء الشبان في التمسك بحقوقهم ومواصلة تحركاتهم إلى حين تحقيق هدفهم، ومن اجل حل الأزمة عبرت عمادة الأطباء ونقابات طبية عن استعدادها للعب دور الوسيط الفعال من أجل تقريب وجهات النّظر بين الطرفين...
ما مرّ به الأطباء الشبان خلال الساعات الأخيرة من تهديدات ، وتفعيل قانون الطوارئ وإصدار تساخير ... نتج عنه تضامنا واسعا من قبل اغلب مكونات المجتمع المدني ومساندة كبيرة من اغلب نقابات قطاع الصحة والأطباء الذين طالبوا بتميعهم بحقوقهم والتفاوض الجدي معهم ..
نجحت المنظمة التونسية للأطباء الشبان في التعبئة في مختلف التحركات التي دعت إليها ونفذتها منذ أكثر من 3 أشهر وآخرها كانت الوقفة الاحتجاجية أمام المسرح البلدي مساء يوم الثلاثاء والتي انضم إليها عدد كبير من الأطباء وحتى المواطنين .. كما بلغت نسب مقاطعة اختيار مراكز التربصات أكثر من 90 بالمائة وأصبح جليا تأثير غياب الأطباء الشبان المقيمين منذ غرة جويلية بالمستشفيات فتعطلت عديد الخدمات الصحية ... في المقابل لجأت سلطة الإشراف إلى دعوة المقيمين في الطب بما في ذلك اختصاص طب العائلة الذين لم يشاركوا في عملية الاختيار – أي الذين قاطعوا" مواصلة العمل بمراكز تعيينهم الحالية، وهو يتعارض مع الفصل 8و37 من القانون المنظم الدراسات الطبية ، كما لجأت إلى إصدار أوامر "التسخير" بشأن المقاطعين ، وفي هذا الإطار أفاد رئيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان وجيه ذكار في تصريح للمغرب إن عددا من الولاة أصدروا "تساخير" للأطباء المقيمين وان المنظمة طلبت منهم الامتثال حتى لا يكونوا عرضة لتتبعات قانونية.
وعبر رئيس المنظمة عن أمله في أن تتجه أزمة الأطباء الشبان نحو الانفراج، وان تتقدم المفاوضات ، مشيرا إلى وجود طرف ثالث يلعب دور الوساطة هذه المرة وهو عمادة الأطباء والتي تسعى إلى تقريب وجهات النظر مع سلطة الإشراف . والمنظمة تنخرط في المسار التفاوضي في صورة وجود رغبة جدية للتفاوض.
وأوضح وجيه ذكار أنّ احتجاجات الأطباء الشبان بدأت منذ شهر فيفري الفارط، وبطء استجابة سلطة الإشراف هو من زاد الوضعية تأزّما، والحديث عن خلاص حصص الاستمرار ليس مطلبا تم تنفيذه أو إنجازا لوزارة الصحّة بل هو حقّ تمّ استرداده.
هذا وقد دعا المكتب الوطني للنقابة العامة للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الاستشفائيين الجامعيين كافة رؤساء الأقسام إلى عدم الاستجابة للضغوطات التي تمارسها عليهم سلطة الإشراف وان يمتنعوا عن إدراج أسماء الاطباء المقيمين الذين لم يقوموا باختيار مراكز التربصات ولم يباشروا فعليا العمل بالمستشفيات الجامعية في قوائم جداول الاستمرار نظرا لما يمثله هذا الاجراء من خرق واضح للقوانين المنظمة لتكوين المقيمين في الطب والتي تقضي بان فترة التربصات تدوم ستة اشهر وتكون باختيار المقيمين لمراكز عملهم ، ونظرا لما يمكن ان يحتويه هذا الاجراء المطلوب منهم من تحميل المسؤولية القانونية والأخلاقية لكل ما من شانه ان يمس الاطباء المقيمين من تهديدا لسلامتهم الجسدية
مطالب الأطباء الشبان تتمحور حول 6 نقاط ،( تغيير شروط تقييم التربصات، الخدمة الوطنية ، خلاص منح الاستمرار والرابعة حول طاقة استيعاب الأقسام الصحية لحصص الاستمرار ، و الزيادة في منحة حصص الاستمرار والزيادة في الأجور خاصة المقيمين في الطب.)