فيما اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته النهائية خطة ''اليوم التالي'' في غزة... إدارة مؤقتة تحت إشراف دولي وضغوط على المقاومة

يترقب العالم موعد الإعلان الرسمي عن اتفاق وقف اطلاق النار بعد مسار طويل من المباحثات الطويلة والشاقة

على مدى عام في خضم حرب إبادة صهيونية لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا . استضافت العاصمة القطرية المباحثات لتكون وسيطا بين حماس و" إسرائيل" بالإضافة الى مصر وبرعاية أمريكية . ويبدو من خلال الكشف عن اهم بنود الاتفاق المرتقب بانه يتضمن ثلاثة مراحل ينطلق معها الافراج التدريجي عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مقابل الرهان الإسرائيليين لدى حماس مع انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من غزة . ولعل ملامح هذا الاتفاق تثير العديد من التساؤلات حول إمكانية صموده بالنظر الى تاريخ الكيان الصهيوني الذي لا يتورع عن تجاوز كل البنود والاتفاقيات الدولية كما حصل مع اتفاقيات الهدنة السابقة في مختلف أطوار الحروب التي عرفتها غزة مع كيان الاحتلال .

خطة اليوم التالي
واللافت هو الدور الأمريكي في تنفيذ الاتفاق ففي تطور دبلوماسي جديد، كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في تصريحات أدلى بها ، عن تفاصيل خطة "اليوم التالي" في قطاع غزة بعد نهاية الحرب الدائرة، والتي تهدف إلى وضع آلية لإعادة إعمار وإدارة القطاع. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث يستعد المجتمع الدولي لمواجهة التحديات الضخمة التي ستنتج عن مرحلة ما بعد الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا.وأضاف بلينكن في كلمته أمام المجلس الأطلسي في واشنطن، أن الولايات المتحدة كانت قد بدأت منذ فترة طويلة في التخطيط للمرحلة التي تلي انتهاء النزاع، قائلا: "إننا لا يمكننا الانتظار حتى يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار للبدء في التخطيط للمرحلة التالية".
وأوضح أن الولايات المتحدة تعمل بشكل مكثف مع شركائها الدوليين منذ شهور، لوضع خطة مفصلة تأخذ في الاعتبار الوضع السياسي والإنساني في القطاع بعد الحرب.
وفي السياق ذاته، أفاد مصدر مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار، بأن حركة حماس قد أبلغت الوسطاء بموافقتها على مسودة الاتفاق، بعد مشاورات مع مسؤولين قطريين ومصريين وأتراك، إلى جانب التنسيق مع الفصائل الفلسطينية الأخرى. وأكد المصدر أن هذه الموافقة تمثل خطوة هامة نحو التوصل إلى اتفاق نهائي، في وقت حساس تزامن مع قرب انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.وفي ما يتعلق بالتفاصيل حول إدارة قطاع غزة بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، شدد بلينكن على ضرورة أن تتولى السلطة الفلسطينية دعوة الشركاء الدوليين للمساعدة في إدارة القطاع بشكل مؤقت. وأكد أن الخطة تشمل إجراءات للحد من العنف في القطاع، وضمان عودة الحياة إلى طبيعتها بأسرع وقت ممكن، مع الإشراف الدولي لضمان استقرار الأوضاع وفق تعبيره.
وأشار بلينكن إلى أن هذه الخطة قد تتزامن مع فترة الانتقال في الولايات المتحدة، حيث يتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 جانفي الجاري. إلا أن الوزير الأمريكي أضاف بأن الإطار الذي يتم التفاوض عليه سيكون مشابها لما وضعه الرئيس بايدن، مع التأكيد على أن الهدف هو ضمان أمن المنطقة وتحقيق الاستقرار في قطاع غزة.ومع تسارع وتيرة المفاوضات، يتساءل مراقبون كيف ستتطور هذه الخطة، وما مدى قبول الأطراف المعنية بها، خصوصا في ظل الأوضاع المتوترة واستمرار حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023.
أهم بنود الخطة
ومن أبرز النقاط التي تطرق إليها بلينكن في الخطة التي تم الإعلان عنها، ضرورة تسليم إدارة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية بعد الحرب، ولكن مع وجود دور مؤقت للأمم المتحدة وأطراف دولية أخرى. هذه الخطوة، التي يبدو أنها تهدف إلى إعادة هيكلة الوضع الإداري في غزة، تعتبر تطورا مهما في السياسة الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسيلاقي انتقادات واسعة، حيث سبق أن سادت مقترحات مختلفة من أطراف دولية بشأن مستقبل غزة، بين من يُطالب بإشراف دولي مباشر أو من يدعو إلى حلول أخرى.
وقد أشار بلينكن إلى ضرورة أن تقوم السلطة الفلسطينية بدعوة شركاء دوليين للمساعدة في إنشاء إدارة مؤقتة، تتولى المسؤولية عن القطاعات المدنية في غزة. هذه النقطة تمثل بوضوح محاولة للبحث عن توازن بين السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي.
وفي إطار تنفيذ الخطة، يبدو أن الأمم المتحدة ستكون لها دور في ضمان الاستقرار في غزة. حيث أكد بلينكن أن القائمين على إدارة القطاع بعد الحرب سيعملون بشكل وثيق مع مسؤول كبير من الأمم المتحدة، ما يشير إلى دور أساسي للمنظمة الدولية في عملية المراقبة والتوجيه. كما أن فكرة تشكيل "قوة أمنية مؤقتة" من قوات دولية وفلسطينية، لتولي دور حفظ الأمن، تحمل في طياتها تحديات كبيرة وتنازلات أيضا. فوجود قوات أجنبية يلاقي رفضا كبيرا ويثير حساسية لدى الفلسطينيين أصحاب الأرض ويزيد من تعقيد الأوضاع السياسية.
وأكد بلينكن على ضرورة أن تقوم السلطة الفلسطينية بإصلاحات شاملة، ودعا إلى تحقيق الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
من جهة أخرى، لم يخف بلينكن انتقاده لبعض السياسات الإسرائيلية في المنطقة، حيث دعا الحكومة الإسرائيلية إلى "التخلي عن الأسطورة القائلة بأنها قادرة على ضم الأراضي بحكم الأمر الواقع". هذه التصريحات تشير إلى محاولات أمريكية للضغط على إسرائيل من أجل إعادة تقييم سياساتها التوسعية، خاصة فيما يتعلق بالمستوطنات. بلينكن أشار إلى أن "إسرائيل" توسع المستوطنات بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، وهو ما يزيد من تعقيد الموقف على الأرض ويضعف فرص تحقيق حل الدولتين.
ووفق مراقبين فإنّ الأمريكية تسعى إلى موازنة العلاقات مع إسرائيل مع تعزيز مواقفها من دعم حل الدولتين. لكن تبقى إمكانية تنفيذ هذه الضغوط على إسرائيل غير واضحة، خاصة في ظل حكومة يمينية متشددة ترفض أية تغييرات جوهرية في سياساتها.
حماس ومستقبل غزة
وفيما يتعلق بحركة حماس، أكد بلينكن أن "حماس لا يمكن أن تكون جزءا من الحل". وأوضح أن الحركة تسعى إلى تدمير فكرة حل الدولتين، وأنه لا يمكن قبول دولة فلسطينية تحكمها حماس التي تواصل تقويض فرص السلام.
ووفق خبراء فإن خطة بلينكن لما بعد الحرب في غزة هي خطوة تشوبها عدة تحفظات وتواجه العديد من التحديات العملية. إذ إن نجاح هذه الخطة يعتمد بشكل كبير على مواقف الأطراف المختلفة خاصة في ظل تعنت إسرائيلي مستمر. فعلاوة على ذلك، ستظل سياسات إسرائيل تجاه الضفة الغربية وقطاع غزة عنصرا حاسما في تحديد مستقبل هذه الخطة.وتبقى التحركات الأمريكية في المنطقة محكومة بحسابات دقيقة، خاصة في ظل تزايد الضغوط الدولية والإقليمية.

اتفاق وقف النار في مرحلته النهائية
وحسب المعلومات المتوافرة والمنشورة في مواقع إعلامية، يتضمن الاتفاق 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما،الأولى تسمى “المرحلة الإنسانية”، تستمر 42 يوما، ومن المتوقع خلالها إطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيليا، أحياء وأمواتا، كما سيتم الإفراج مقابل كل مجندة إسرائيلية عن 50 معتقلاً فلسطينياً، منهم 30 محكوما بالسجن المؤبد، و20 محكوما بالسجن لفترات طويلة.ومقابل كل مواطن إسرائيلي امرأة أو مسن، سيتم إطلاق سراح 30 معتقلاً فلسطينياً من فئات مختلفة، بما في ذلك القاصرون والمرضى والنساء.
أما المرحلة الثانية والتي ستبدأ في اليوم السادس عشر من بدء الاتفاق، فستركز على مناقشات حول صفقة شاملة لجميع الأسرى في غزة وإطلاق سراح من تبقى من الشباب والجنود. بينما تتناول المرحلة الثالثة والأخيرة، الترتيبات طويلة الأمد وتشمل خطط إعادة إعمار القطاع.على الصعيد الميداني تابعت إسرائيل مجازرها في غزة فاستشهد 40 شخصا في عمليات قصف في أماكن متفرقة من القطاع.
وأفاد مصدر مطلع على سير مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وفق ''سكاي نيوز عربية"، بأن شروطا جديدة وضعتها حكومة إسرائيل من شأنها نسف المفاوضات.ومن ضمن هذه الشروط، اشتراط إسرائيل البقاء في عمق 700 متر داخل مدينة رفح.وحسب المصدر فإن إسرائيل متمسكة بمبدأ الفيتو على أسماء الأسرى بعد تقديم القائمة من قبل حماس وإعطاء الموافقة الإسرائيلية على هذه الأسماء.
وأفاد المصدر بأن جلسة مفاوضات، امتدت لأكثر من 10 ساعات دون التوصل إلى تفاهمات بشأن النقاط الخلافية.وأكد المصدر وجود جلسة أخرى ، في محاولة لتجاوز هذه العقبات لكن مستوى التفاؤل ينخفض مع تمسك إسرائيل بالشروط السابقة.
ونقلت وسائل إعلام عن مسؤول إسرائيلي قوله إن فرق التفاوض في قطر تواصل العمل على تفاصيل خطوات تنفيذ الاتفاق.وبحسب المسؤول: "هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها حماس مستعدة لإجراء مفاوضات حقيقية، بشأن التفاصيل، هناك الآن تقليص في تفاصيل العديد من القضايا في وقت واحد، مع تدفق الرسائل بسرعة بين الجانبين".
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "إسرائيل تأمل أن تقدم حماس اليوم جوابا نهائيا بشأن صفقة الرهائن اليوم".وبحسب مسؤول إسرائيلي مشارك في المحادثات: "هناك خط ساخن بين القدس وفريق التفاوض في الدوحة. يتم إعداد تقارير الوضع باستمرار ويتم إجراء تقييمات للوضع مرتين في اليوم".
وأشار المسؤول إلى أنه حتى تستجيب حماس في غزة، تواصل فرق التفاوض في قطر العمل على تفاصيل خطوات تنفيذ الاتفاق، مثل "القوائم النهائية للسجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة، وترتيب إطلاق سراح الرهائن، والجدول الزمني الدقيق لإعادة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة والمنطقة العازلة، وقضايا أخرى".
قصف الإسرائيلي في مخيم جنين
ميدانيا نددت الرئاسة الفلسطينية،أمس الأربعاء، بالقصف الإسرائيلي على مخيم جنين بالضفة الغربية وقالت إنه يهدف إلى إشعال الوضع الداخلي الفلسطيني.
جاء ذلك في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، تعليقا على عملية قصف نفذها سلاح الجو الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة، وأسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين بينهم 3 أشقاء، وإصابة آخرين.وقالت الرئاسة الفلسطينية "نعبر عن إدانتنا ورفضنا الشديدين، للجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم جنين مساء أمس، والتي أدت إلى استشهاد 6 مواطنين".
وبموازاة الإبادة بغزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر أيضا عن إصابة نحو 6 آلاف و700 فلسطيني، واعتقال 14 ألفا و300، وفق معطيات رسمية فلسطينية.بينما خلّفت الإبادة الإسرائيلية في غزة أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115