وتشهد في السنوات الأخيرة تجارب لتنويع الإنتاج الفلاحي فيها من خضروات وزراعات كبرى ولهذا أعدت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري إستراتيجية وطنية لتطوير زراعة الحبوب في الجنوب التونسي بهدف تحسين الأمن الغذائي.
يؤثر ضعف إنتاج الحبوب وتقلص المساحات المعدة للبذر على قدرات تونس في تغطية الطلب المحلي استهلاكا وبذرا وزاد الوضع تأزما مع الاضطرابات الجيوسياسية التي نتج عنها اضطراب الأسواق على مستوى العرض والأسعار الأمر الذي أثقل كاهل الدولة بتكاليف إضافية للواردات من الحبوب ولهذا تبحث تونس كغيرها من الدول المستوردة على حلول دائمة لتجنب أكثر ما يمكن من هذه الآثار ومن بين الحلول التي انطلقت تونس فيها اللجوء إلى تطوير زراعة الحبوب في الجنوب التونسي نظرا لتقلص المساحة المناسبة لزراعة الحبوب حيث انخفضت من 1.4 مليون هكتار معدل العقد الأول من الألفية الثالثة إلى 972 ألف هكتار خلال الموسم الفارط ومن المنتظر أن تبلغ المساحة 1.173 مليون هكتار الموسم الحالي 2024/2025. وتنقم إلى 856 ألف هكتار بولايات الشمال و317 ألف هكتار بولايات الوسط والجنوب،
وتكشف معطيات المعهد الوطني للزراعات الكبرى عن انه انطلاقا من موسم 2013/2014 بدأت ولايات الجنوب (قفصة وقابس ومدنين ) في إنتاج الشعير ثم في الموسم 2014/2015 انضمت ولاية تطاوين للولايات الثلاث المذكورة في إنتاج الشعير بالإضافة إلى دخول زراعة القمح الصلب في تجربة الزراعة في الجنوب التونسي واستمرت زراعة الحبوب في المواسم الموالية وان كانت بكميات اقل من إنتاج ولايات الشمال والوسط إلا أنها تعد تحولا مقارنة بالموسم 2012/2013.
استمر تراجع إنتاج الحبوب في السنوات الأخيرة حيث كان المعدل لجميع أنواع الحبوب يتراوح بين 17 و18 مليون قنطار بلغ الإنتاج الموسم الماضي بين 12 و14 مليون قنطار علما وانه كان في الموسم 2022/2023 في حدود 3 مليون قنطار في موسم وصف بالكارثي. التوجه إلى الجنوب يعود أيضا إلى ارتفاع الاستهلاك المحلي الذي يقدر حاليا بنحو 30 مليون قنطار . كما أن النوايا تتجه إلى الاستفادة من المياه الجوفية المشتركة مع الجزائر وليبيا إذ تقدر حصة تونس ب 8% أي نحو 4.800 مليار متر مكعب.
وانطلقت بالفعل أولى التجارب في زراعة القمح الصلب لدى صغار الفلاحين بمناطق تطاوين ومدنين وقبلي على مساحة 18 هكتار بالإضافة إلى إجراء تجربة زراعة أصناف تونسية من القمح الصلب في محطة الذهيبة وتراوح الإنتاج بين 23.9 و42.6 قنطار للهكتار،
وكان طارق جرّاحي مدير عام من المعهد الوطني للزراعات الكبرى قد قال في تصريح إذاعي انه نظرا لوجود موارد مائية بالجنوب التونسي تمت تجربة عدة أصناف من القمح الصلب كانت مؤشراتها ايجابية وانه هناك توجه لتوسيع المساحات في ظل تزايد الطلبات من قبل الفلاحين.