جاءت كلمة الرئيس الأمريكي بأن الدول الذكية لا تستخدم الطاقة الشمسية داعيا إلى استعمال الفحم، هذه الدعوة التي يقابلها مشروع قانون إلغاء الإعفاءات الضريبية لمشاريع الطاقة النظيفة مما يمثل عائقا أمام الخطط العالمية لكهرباء خالية من الكربون باستخدام الطاقات البديلة
كان استخدام الفحم في توليد الطاقة ملاذ الدول في الأزمة الأخيرة بعد انخفاض شحنات الغاز الروسي بسبب الحرب ففي 2022 شهدت أغلب الدول الأوروبية استخدام مولدات الكهرباء بالفحم الحجري
وتشهد أسعار الفحم انخفاضا لعدة أسباب أبرزها ضعف الطلب على الفحم مما أدى إلى ارتفاع العرض بالإضافة إلى تأثير التوترات الجيوسياسية التي زادت من حالة عدم اليقين الاقتصادية إلى جانب التحول نحو مصادر الطاقات المتجددة...
وهناك طلب مرتفع على الفحم، وهو أقرب بديل له حيث يتزايد لجوء محطات توليد الكهرباء إلى استخدامه. وقد دفع هذا بالأسعار إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2001، مما قاد بدوره إلى ارتفاع تكلفة ترخيص انبعاثات الكربون في أوروبا.
في تونس وحسب النشرية الإحصائية للمعهد الوطني للإحصاء فقد بلغ حجم توريد الفحم الحجري وفحم الكوك في نهاية العام 2024 قيمة 18.8 مليون دينار مقابل 17.8 مليون دينار في نهاية 2023 فيما لم تتجاوز الكمية الموردة في 2019 قيمة 13 مليون دينار وتقاربت الكميات الموردة في السنوات الأخيرة.
ووفق نشرية مؤشرات قطاع الطاقة للعام 2023 لوزارة الصناعة والمناجم والطاقة ارتفع الطلب على الفحم البترول ب 7% وهو منتج ثانوي لتكرير البترول الذي عادةً ما يكون عالي المحتوى الكربوني.
وتعمل تونس على إنتاج 35% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وذلك بشكل رئيسي من خلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية.
وتراجع إنتاج الكهرباء من الطاقة المائية بنسبة 38% مقارنة ب 2022 بالمقابل ارتفع إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ب 19 % وتطور بنسبة 5% لإنتاج الكهرباء من الطاقة الهوائية.
التحول في السياسة الأمريكية بخصوص التحول نحو الطاقات النظيفة والدفع نحو استخدام الطاقات البديلة يحد من المجهود العالمي للحد من الانبعاثات إذ يقدم مشروع قانون جديد للرئيس الأمريكي إعفاء ضريبيا جديدا لإنتاج الفحم يلغي مشروع القانون إجراءات عديدة تعزز صناعة الطاقة المتجددة في أميركا، مثلا: الإعفاءات الضريبية لمشروعات الكهرباء النظيفة،
والسيارات النظيفة، وكفاءة الطاقة المنزلية، وصناعات الطاقة النظيفة. ولن يكتفي القانون الجديد الأمريكي بإلغاء الإعفاءات الضريبية على مشروعات الطاقة النظيفة فحسب، بل ستفرض ضرائب على مشروعات الطاقة الشمسية والرياح. وإلغاء الحوافز في أمريكا سيكون له آثار عالمية سيدفع دولا أخرى لتخفيف التزاماتها بخصوص المناخ مما سيضعف أو يلغي الاتفاقيات العالمية، ولئن يؤثر القانون الأمريكي على أسعار الألواح الشمسية إلا أنه يؤدي إلى تباطؤ عالمي في التحول الطاقي.
توليد الطاقة في مفترق طرق الغاز، النفط، الطاقات المتجددة أم الفحم؟!
- بقلم شراز الرحالي
- 15:09 11/07/2025
بينما يتسابق العالم نحو التخلي عن الفحم في توليد الطاقة
آخر مقالات شراز الرحالي
- الأوراق النقدية والتونسية شاهدة على التاريخ من سند للتعاملات المالية إلى نحت الهوية الوطنية والتوظيف الدعائي
- الرئيس الأمريكي تحدث عن عجز تجاري لبلاده مع تونس تونس تسجل عجزا تجاريا مع أمريكا في الأشهر 5 الأولى من العام الحالي والميزان التجاري تراوح دائما بين الفائض والعجز
- تزامنا مع انتهاء مهلة الـ90 يوما: بعد الدول ترامب يتجه الى التحالفات يهدد أعضاء البريكس برسوم إضافية
- رغم تطور السياحة ومداخيل الشغل ب8% خلال السداسي الأول تواصل ارتفاع العجز التجاري بنسق أعلى يعمق العجز الجاري
- تشكل مخاطر على ميزانية الدولة وتسبب تشوهات واختلالات : رئيس الجمهورية يدعو إلى إعادة هيكلة المؤسّسات والمنشآت العمومية
Leave a comment
Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.