ونجعل منه أجمل المشاهد المسرحية نحن هنا نتعلم الحياة والمحبة والحلم دون قيود، في هذا الفضاء الصغير نعيد كتابة ذواتنا ونحت عوالم مختلفة تشبه توقنا المتواصل للتجديد، لفعل ابداعي حرّ ومنفلت يشبه فقط حبّنا للمسرح واختيارنا لورشات التكوين المسرحي كسبيل آخر للحياة وفرصة أخرى لمواصلة المشوار الإبداعي والحياتي. هنا نتشارك الفرحة ونصنعها، هكذا تحدث المسرحي عز الدين المبعوج باسم أبناء فضاء la scèneورواده قبيل انطلاق تظاهرة "إبداعات رواد الفضاء" التي ستحتضن فعالياتها دار المسرحي باردو بداية من اليوم الخميس 17جويلية الى غاية السبت 19جويلية.
سبعة مشاريع وأحلام الرواد لا سقف لها
في تصريحه للمغرب يقول المؤطر والمسرحي عز الدين مبعوج "يقدم الفضاء سبعة مشاريع تخرّج بعضها لطلبة متقدمين في مستوى التكوين على غرار مسرحيتي "سكيزوفرينيا" و"يوميات من عالم اخر" وأخرى لسنة ثانية تكوين منها و"زفاف دامي" "ثورة المجانين" ومشاريع لطلبة سنة أولى تكوين وهي "عائلة" و"خوف".
مضيفا "هذه المشاريع نتاج سنة من الجدية والعمل ونتاج مغامرة مختلفة عاشها رواد الفضاء وبراعمه ليمارسوا فنّ اللعب على الخشب بكل حرية وتلقائية، المشاريع ثمرة اجتهاد تتنزل في مدارس مسرحية مختلفة من التراجيدي الى الكوميدي وفنّ الميم والكلون، فلأبناء الفضاء نصيبهم من تلوينات معرفية حاولوا تجسيدها في مشاريعهم".
وعن تجربة التكوين يتحدث عزيز كنايسي صاحب الواحد وعشرين ربيعا وخريج الحقوق للمغرب عن علاقته بالمسرح "انا مغرم بالمسرح والتمثيل منذ الطفولة، تعلمت من التجربة الكثير، المسرح دفعني للحلم، جعلني أعيش عوالم مختلفة مع الشخصيات، نصنع عالما افتراضيا على الخشبة ونتشاركه مع الجمهور، تجربتي في المسرح جعلتني اكثر نضجا، كما ساعدني المسرح للخروج من الضغط اليومي والهروب من وتيرة القلق بسبب نسق الحياة، كل الطاقة السلبية نفرغها على الخشبة ونتطهّر لنعيد لملمة ذواتنا من جديد، وانصح كل انسان ان يمارس المسرح ليكتشف جمال هذا العالم، وادعوا الجميع ليشاهدوا ابداعاتنا التي ستقدم في دار المسرحي باردو" فالمسرح في كلمة هو الحياة حسب تعبير عزيز كنايسي الذي يشارك بعملين الاول "ثورة المجانين" والثاني "عائلة".
رواد السنة اولى: دهشة اللقاء واكتشاف مغريات المسرح
كان تلاميذ او رواد السنة الاولى هم الأكثر دهشة في التعامل مع فعل ابداعي مسرحي منفلت، عن التجربة تقول خريجة الحقوق أسماء عباس "جعلني المسرح أعيد اكتشاف ذاتي أكثر من السابق، تعلمت طرق أخرى للتعبير، أحيانا نظرة واحدة قادرة على اختزال آلاف الكلمات والمعاني، تعلمت من المسرح العطاء والاهتمام بكل التفاصيل البسيطة فهي في المسرحية تصنع الفارق، واكتشفت من خلال هذا الفنّ ان بداخل كل منّا طفل يريد ان يلعب وفنان يريد التحرّر، فالمسرح اعطاني مجالا اكثر لأتعرف على ذاتي أمام مرآة الحقيقة".
من بين المشاريع السبعة يقدم رواد سنة اولى مسرحية بعنوان "عائلة" مشروع تخرج سنة أولى، تجربة مختلفة يعيشها الفريق، فاغلبهم يمارس المسرح لاوّل مرة، في نفس المجموعة اجتمع المعلم والمحامي والمهندسة وخريج القانون والاستاذة الجامعية والتلميذة ليتشاركوا مساحة أخرى للتعبير ويلتقون على الخشبة كلّ محمّل بأفكاره الاجتماعية التي يتركها في الخارج ليتشاركوا فقط شغف اللعب والتمثيل واعادة اكتشاف الذات.
عن "عائلة" والتكوين المسرحي عموما تقول الاستاذة جامعية نور الهدى بن عمر " تعلّمت ان المسرح فنّ غير عادي، هو جنون منظّم، ركح تحادث فيه روحك وتعيد التعرّف عليها، فضاء تكتشف فيه قدراتك وأعماقك قبل لقاء الجمهور، فضاء تنتصر فيه على الخوف الذي يرافق الجسد الاجتماعي، المسرح بالنسبة لي كان بمثابة المرآة التي تعكس صورتي الحقيقية لا تلك الصورة التي اراها فقط بالعين، أصبحت أشاهد نور بعين الحقيقة والمحبّة، المسرح طاقة عظيمة ومساحة للتحرر، مشوار متعب لكنّ نتائجه جد مميزة، فالمسرح يشبه البلسم على الروح المنهكة، المسرح مرحلة ضرورية في حياة الانسان لاّنه أفضل علاج للروح".
"عائلة" تجربة ممتعة لانها مختلفة عمّا عهدته، اما ورشة التكوين المسرحي طيلة السنة فاعتبرها الأروع هكذا صرّح المربّي اشرف عابدي احد أبطال المسرحية وتلميذ سنة أولى "في المسرح تعلّمت العديد من الاشياء الايجابية على سبيل الذكر لا الحصر أصبحت أكثر ثقة بالنفس، تجاوزت فكرة الاهتمام بآراء الناس، وعملت على الصوت وتحسين طبقاته، أصبحت أعايش الشخصيات وأقرئ وابحث عن خصوصياتها، المسرح فتح لي أبواب المطالعة وأرجعني للكتب من جديد، تعلمت العمل ضمن المجموعة والإنصات للآراء المختلفة واكتشفت ان انجاز مسرحية فعل صعب جدّا وليس السهولة التي كنت أظنها".
مسرحية "عائلة" مشروع نهاية السنة الدراسية، اصغر أعضائه تلميذة معهد الفنون ياسمين بن مبارك عازفة الكمان المميزة والشغوفة بفن التمثيل وفي المجموعة أيضا الأستاذة غادة لويل وجميعهم يعايشون دهشة اللقاء مع أعظم الفنون المسرح، وستقدم "عائلة" يوم السبت 19جويلية في الرابعة مساء بدار المسرحي باردو.