حيث تستمر حرب الإبادة والاحتلال على قطاع غزة، وسط تحديات تزداد تعقيدا ومرارة بمرور الزمن. لا يزال العدوان المتواصل يتسبب في خسائر بشرية ومادية هائلة تجعل من مأساة الحرب الدائرة حاليا في غزة حلقة في سلسلة الحروب الدامية التي شنتها سلطات الإحتلال الإسرائيلي ضدّ الفلسطينيين على امتداد عقود طويلة. وفي الذكرى الـ57 للنكسة ، يستعرض الشعب الفلسطيني تاريخه المؤلم الذي تخللته محطّات من الدمار والتهجير. منذ تلك النكبة وحتى اليوم، استمرت سياسات الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ سياسات الإبادة والتهجير ضد الفلسطينيين، وأدت إلى حرب غزة اليوم ومعاناة شعبها المستمرة منذ مايقارب السنة.
وعند النظر إلى الأرقام الصادمة، يظهر لنا بوضوح حجم الدمار الذي خلفته حروب الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. فمنذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر الماضي، فقد سجلت الإحصائيات استشهاد الآلاف وإصابة العشرات بالآلاف، وتدمير المئات من المساجد والمدارس والمنشآت الصحية.لكن هذا الدمار لم يكن مقتصراً على البنى التحتية فقط، بل امتد أيضاً إلى الحياة اليومية للفلسطينيين، حيث هُدمت وتدمرت مئات الآلاف من وحدات السكن، واضطر الآلاف إلى النزوح والتشرد، ما يفاقم معاناتهم ويضعهم في مواجهة تحديات إنسانية هائلة.
فمنذ السابع من أكتوبر الماضي، وثقت إحصائيات الإبادة على غزة الصادرة عن مؤسسات رسمية فلسطينية استشهاد 36,479 مواطنا، وإصابة 82,777 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال الآلاف الشهداء تحت الأنقاض، وتقدر أعدادهم بنحو 13 ألفاً.فيما سجل استشهاد 527 مواطنا في الضفة من بينهم 131 طفلا، وجرح 5050 آخرين، واعتقال أكثر من 9050 مواطناً، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ماهي النكسة ؟
يقصد بالنكسة في الأدبيات السياسية العربية الهزيمة التي منيت بها جيوش عربية أمام الجيش الإسرائيلي في جوان 1967. ويطلق العرب على هذه الحرب -التي استمرّت 6 أيام- اسم "نكسة حزيران"، أو "حرب الأيام الستة".
وخاضت هذه الحرب مع إسرائيل كل من مصر وسوريا والأردن والعراق، وبمساعدة فنية من لبنان والجزائر والسعودية والكويت، وبعد فوزها في هذه الحرب احتلت إسرائيل أراضي فلسطينية جديدة، قدرت تقريبا بثلاثة أضعاف ما احتلته في حرب 1948.مثّلت القضية الفلسطينية عنصرا أساسيا في الصراع العربي الإسرائيلي، الذي جسّدته هذه الحرب، إذ كانت الأراضي الفلسطينية التي لم تحتلّها إسرائيل عام 1948، تخضع آنذاك لإدارتين عربيّتَين، الأولى مصرية مسؤولة عن قطاع غزة، والثانية أردنية مسؤولة عن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.وكانت المقاومة الفلسطينية في هذه الفترة -وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية التي تأسست عام 1964- تعمل من مخيمات اللجوء في دول الشتات، خاصة في سوريا ولبنان والأردن، وتقود عمليات فدائية ضد إسرائيل.كان من نتائج هذه الحرب خسائر بشرية ومادية كبيرة، واحتلال أجزاء واسعة من الأراضي العربية، وتدمير أغلبية العتاد العسكري العربي.
نكسة 1967 ومسيرة الصمود
هذا العام وفي ذكرى نكسة الخامس من جوان عام 1967، يستعرض الشعب الفلسطيني تاريخه المؤلم ومسيرته المليئة بالتحديات والصمود. ترتكز هذه الذكرى على رفض الاحتلال والتمسك بحق العودة إلى الديار، رغم مرور 57 عامًا من النكبة والاحتلال الإسرائيلي، ترتفع أصوات الفلسطينيين في عام 2024 بشجاعة وإصرار، مؤكدين على استمرار النضال من أجل العدالة والحرية.
ومنذ ذلك التاريخ استمرت سياسات الاحتلال في هدم المساكن والتهجير القسري، ولكن بالرغم من ذلك، فإن إرادة الشعب الفلسطيني بالعودة والبقاء في أرضه لم تنكسر.
بينما يواجه الفلسطينيون التحديات اليومية، يظلون متمسكين بأملهم في تحقيق العدالة والحرية. ويواصلون التظاهر والنضال، رافضين الانكسار والاستسلام للظلم والقهر متمسكين بحقهم الطبيعي في الحياة الكريمة والعيش في سلام وأمان في وطنهم الأصلي.
وبينما تتجدد الذكرى في عام 2024، تعكس الأرقام المدونة في التقارير الحالية حجم الدمار الذي لحق بالشعب الفلسطيني على مر السنين، ولكن لا تزال الأمل والإصرار يحفزانهم على المضي قدما نحو تحقيق حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
وفي ظل التحديات الحالية، يرى مراقبون أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات فعّالة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، ودعم حق الفلسطينيين في العيش بكرامة وحرية في وقت تستمر فيه آلة الحرب الصهيونية في حصد أرواح الأبرياء في خضم حرب الإبادة التي تشنها منذ أكتوبر المنقضي.
من نكسة 1967 إلى حرب غزة
وتحل ذكرى النكسة هذا العام مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر ، مخلفة عشرات آلاف القتلى والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.ووفق تقارير إعلامية فإنّ سلطات الإحتلال الإسرائيلي قامت منذ أكتوبر المنقضي بإلقاء أكثر من 80 ألف طنٍ من المتفجرات على مدن ومخيمات القطاع بأكمله، لكن جرى تدمير أكثر من 380 ألف وحدة سكنية، وتدمير وتضرّر 556 مسجدا، وتدمير 3 كنائس بشكل كامل، فيما سجلت 425 منشأة تعليمية مدمرة أو متضررة، و206 مواقع أثرية مدمرة، واستهدفت 160 مؤسسة صحية، وخرج عن الخدمة 32 مستشفى و55 مركز رعاية أولي، وتدمرت وتضررت 130 مركبة إسعاف.كما سجل استشهاد أكثر من 500 من الطاقم الطبي العامل في قطاع غزة، وإصابة أكثر من 1500، فيما اعتقل 310 كادرا، بينما استشهد 70 كادراً من الدفاع المدني و147 صحفيا/ة.
أما في حرب عام 1967، فقد هُدم خلال الحرب فقط 5500 مسكن، وهُجّر حوالي 200,000 مواطن، واستمرت سياسة الهدم الإسرائيلي للمساكن في أراضي الضفة الغربية، وبالذات في القدس الشرقية، حيث هدمت جرافات الاحتلال حوالي 11,900 مسكن فلسطيني، منها 7440 مسكنا في القدس الشرقية فقط، وذلك خلال الفترة من 1967 حتى نهاية سبتمبر عام 2021، وبذلك هُجر حوالي 73,000 مواطن منهم 47,220 مواطنا مقدسيا، وخلال الفترة نفسها هدمت جرافات الاحتلال والطائرات الحربية حوالي 21,000 مسكن فلسطيني في قطاع غزة خلال حروب 2008- 2012- 2014- 2021، وهُجّر بذلك حوالي 189,000 فلسطيني في قطاع غزة تهجيرا داخليا.كما دمرت قوات الاحتلال في عدوانها على القطاع 22 منزلا في أوت عام 2022، و20 منزلا في العدوان الأخير على القطاع في ماي 2023.
فيما تضاربت المعطيات والأرقام حول أعداد الأسرى والمفقودين جراء الحرب عام 1967 ، فقد أورد الباحث الفلسطيني عارف العارف أنّ أكثر من 6000 فلسطيني قد اعتُقلوا خلال الحرب، وأنّ أكثر من 1000 شخص قد أُبعدوا إلى خارج الوطن، بينما ورد في كتاب "حرب 67" للباحث أحمد العلمي، أن عدد الأسرى المصريين قد بلغ 11 ألف أسير مصري، وأنّ أكثر من 200 منزل تم هدمها في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.
في سبتمبر 1967، تم إجراء حصر شامل للسكان، حوالي 603 آلاف نسمة في الضفة الغربية، وحوالي 362 ألف نسمة في قطاع غزة. علما أن هناك حوالي 400 ألف نسمة هُجّروا مباشرة من الأراضي الفلسطينية بعد الاحتلال عام 1967، ولم تشملهم عملية الحصر.
مواقف حول "اتفاق غزة"
قالت مصادر سياسية في تل أبيب إنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن، أغلق المنافذ على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لمنعه من التملص عندما اختار الإعلان عن وجود اتفاق جاهز ومكتوب، على أربع ورقات ونصف الورقة. وعرض الاتفاق على أنه مقترح إسرائيلي ودعا نتنياهو إلى الموافقة عليه. ومع أنّ نتنياهو راح يتلوى ويبدي تحفظات علنية، أصر الأمريكيون على أنه اتفاق محبوك جيداً ولا مجال لنقضه. وحشدوا من حوله تأييدا عربيا وإقليميا ودوليا. وتوجه الأمريكيون إلى مجلس الأمن الدولي لإصدار بيان بالموافقة عليه. وطلب الأمريكيون من حركة ''حماس'' الموافقة عليه، باعتبار أنه لا يختلف في مضمونه عن الاتفاق الذي سبق وأن وافقت عليه في الشهر الماضي وفق مانشرته ''الشرق الأوسط".
وقال بايدن، وفق مجلة ''تايم'' الأمريكية، إن "نتنياهو يتعرض لضغوط هستيرية للامتناع عن تأييد الصفقة، لكنه أكد بأنه يسعى بكل قوته لتمريرها". وأضاف: «لقد تولد الانطباع بأنه، أي نتنياهو، معني باستمرار الحرب حتى يحافظ على حكمه. وهناك أساس متين في الواقع لهذا الاعتقاد. لكنه اليوم يؤيد الصفقة". وقالت مصادر أميركية في تل أبيب إن المقابلة مع بايدن أجريت في يوم 28 ماي الماضي. وفي هذه الأثناء تغيّر الموقف، بحيث كشف الرئيس الأمريكي عن أن بين يديه خطة من رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأشارت مصادر سياسية في تلّ أبيب إلى أن نتنياهو حاول فعلا التملص من التزاماته أمام بايدن، وأطلق تصريحات سلبية تجاه الصفقة. واعترف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري بأنهم ''كما يبدو ماتوا في ظروف غير واضحة حتى الآن''. وقال: ''يثور الشك بأنهم أُصيبوا بالخطأ في عمليات قصف الجيش الإسرائيلي». وأكد مراسلون عسكريون في وسائل إعلام عبرية عدة أن ''العمليات الحربية الإسرائيلية هي التي تتسبب بالخطأ في موتهم''. وقالوا إن ''عدد المخطوفين الذين أعلن عن موتهم في السر بهذه الظروف يتجاوز 43، ولكن العدد الحقيقي أعلى بكثير''.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يركّز على القضايا الخلافية، مما يضر بفرصة موافقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح الصفقة الأمريكي.
من جهته، توعد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بإسقاط الحكومة إذا وافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على صفقة "غير مسؤولة وسيئة".وفيما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها على مناطق مختلفة من غزة أسفرت عن عشرات الشهداء خلال الساعات الماضية، أعلنت فصائل المقاومة تنفيذ عمليات استهدفت قوات الاحتلال في جباليا ورفح.
وفي الدوحة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إن الدوحة تنتظر موقفاً إسرائيليا "واضحا" يمثل كامل الحكومة الإسرائيلية بشأن مقترح الرئيس جو بايدن للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة. وأضاف الأنصاري، خلال مؤتمر صحافي: "أي حديث عن الوصول إلى اتفاق بشأن غزة يحتاج أولاً إلى موقف واضح من كلا الطرفين على الأفكار المطروحة على الطاولة". وأردف قائلاً: "عندما نصل إلى موافقة من (حماس) وإسرائيل ننتقل للجانب الإجرائي من المفاوضات لتطبيق الاتفاق على الأرض"، حسبما أفادت "وكالة أنباء العالم العربي". من جهتها، نقلت "رويترز" عن المتحدث باسم الخارجية القطرية قوله: "تلقينا مقترحاً إسرائيلياً يعكس المواقف التي أعلنها الرئيس بايدن".
مصر ترحب باعتراف سلوفينيا بدولة فلسطين
من جهتها رحبت مصر، الأربعاء، بقرار سلوفينيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرة أنه "خطوة هامة ومقدرة تعزز جهود تنفيذ حل الدولتين".
جاء ذلك في منشور للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد على حساب الوزارة بمنصة إكس.وقال متحدث الخارجية المصرية: "ترحب مصر بقرار حكومة وبرلمان سلوفينيا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين".
واعتبر قرار سلوفينيا "خطوة هامة ومُقدرة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة، وتعزيز الجهود الدولية الرامية لتنفيذ حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية".والأربعاء تم رفع العلم الفلسطيني إلى جانب أعلام الدول الأخرى في حديقة البرلمان في العاصمة ليوبليانا عقب اعتراف البلاد رسميا بدولة فلسطين.
والثلاثاء، أعلنت سلوفينيا، اعترافها رسميا بدولة فلسطين، ما يرفع عدد الدول المعترفة بها إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العام للأمم المتحدة.والأسبوع الفائت، عقدت حكومة سلوفينيا جلسة لمناقشة قرار الاعتراف بدولة فلسطين، وقال رئيس الوزراء روبرت غولوب، عقب الجلسة، إن بلاده قررت الاعتراف بدولة فلسطين دولة مستقلة ذات سيادة على حدود العام 1967، وفقا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي.وأضاف حينها أن الحكومة ستحيل القرار إلى البرلمان مع طلب الدعم من النواب.وقبل سلوفينيا، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا، في 28 ماي الماضي، اعترافها بدولة فلسطين.
مسيرة الأعلام
هذا ويواصل مئات المستوطنين، منذ صباح أمس الأربعاء، الانتشار في باب العمود بالبلدة القديمة، أحد أشهر أبواب البلدة القديمة من القدس المحتلة، استعدادا لـ"مسيرة الأعلام" الاستفزازية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن مئات المستوطنين توجهوا للبلدة القديمة من باب الساهرة، رافعين الأعلام الإسرائيلية، ووضعوا الأغاني الصاخبة مع رقصات، في ذكرى احتلال مدينة القدس.وأغلقت قوات الجيش الإسرائيلي شوارع البلدة القديمة، والطرقات المحيطة بها، أمام حركة المركبات، تمهيدا لمسيرة المستعمرين، عند الساعة السادسة من مساء أمس.وأفاد شهود عيان، بأن الجيش الإسرائيلي أغلق هذه الشوارع، وبعض المداخل، بالمتاريس الحديدية، ومنع المواطنين من التنقل بسهولة، ولا يسمح سوى لأبناء البلدة القديمة من القدس بدخولها.
السلطات الإسرائيلية حولت مدينة القدس وبلدتها القديمة منذ يوم أمس إلى ثكنة عسكرية، بذريعة تأمين "مسيرة الأعلام" الاستفزازية، التي دعت اليها الجمعيات الاستعمارية.
وقال أمين سر حركة فتح في القدس ناصر قوس، إنه منذ مساء الثلاثاء "يمارس المستعمرون أعمال استفزازية لأهالي البلدة القديمة، ومنذ صباح اليوم أغلقت المحال التجارية، ومحيط البلدة القديمة، وإغلاق الطرق بحواجز عسكرية، لـتأمين هذه المسيرة الاستفزازية".بدورها، قالت محافظة القدس إن "مسيرة الأعلام في شوارع القدس، هي اعتداء على الوضع القائم في المدينة المحتلة، واستمرار لإجراءات الاحتلال الهادفة إلى تهويدها".
وأضافت أن "إسرائيل تستغل العدوان على أهلنا في غزة، للمضي قدما بتهويد المدينة المقدسة".وأشارت إلى أن "ما أعلنه الوزير المتطرف بن غفير (وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير)عن نيته المشاركة في المسيرة ودعواته لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، استفزاز لمشاعر ملايين المسلمين واعتداء صارخ على الوصاية الهاشمية في القدس".يشار إلى أن وتيرة اقتحامات المستعمرين المتطرفين للمسجد الأقصى بالقدس زادت بشكل كبير، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر الماضي.