حيث أكثر من تقدّم 140 ألفا مترشّحا لاجتياز الامتحان موزعين على 586 مركز امتحان في كافة ولايات الجمهوريٌة، من بينهم 16 مترشحا مودعون في السجن، ووفق وزيرة التربية سلوى العباسي فإن الامتحانات في يومها الأول قد تمت في ظروف طيبة وعادية وقد سخرت الوزارة كافة الإمكانيات الضرورية من اجل توفير الظروف الملائمة لفائدة المترشحين، وبالرغم من الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الوزارة فإنه تم تسجيل في اليوم الأول حالات غش مع نشر امتحان مادة الفلسفة على مواقع التواصل الاجتماعي، عملية اعتبرتها الوزيرة "غشا" وليس "تسريبا".
يتوزّع المترشحون لامتحان الباكالوريا بين 115 ألفا و793 تلميذا مرسّما بالمعاهد العموميّة، و17 ألفا و 398 تلميذا مسجّلا بالمعاهد الخاصّة، إضافة إلى 7 آلاف مترشّح بصفة فرديّة، بحسب إحصائيات كشفت عنها وزارة التربية، وقد احتلت شعبة الاقتصاد والتّصرّف المرتبة الأولى بـ 46 ألفا و377 مترشّحا فشعبة العلوم التّجريبيّة بأكثر من 28 ألف مترشّح، وفي المرتبة الثالثة شعبة الآداب بـ27 ألف مترشح ثمّ شعبة الرّياضة بـ 1427 مترشّحا.
16 سجينا يجتازون الامتحان
ووفق ما أكدته وزارة التّربية فقد مكنت خلال هذه الدّورة 16 تلميذا من إجراء الامتحان في السّجن، وتضخيم الخطّ لـ93 مترشّحا، وتقديم المواضيع مكتوبة بطريقة "براي" لـ47 ٱخرين، وترجمة المواضيع للّغة الفرنسيّة (الفلسفة لشعب علميّة، والتّاريخ والجغرافيا لشعبة الاقتصاد والتّصرّف) لـ7 مترشّحين، إلى جانب إضافة ثلث الوقت القانوني لكلّ حصّة اختبار لـ623 مترشّحا. هذا وأفادت وزارة العدل أن 16 مودعا بالسجن يجتازون امتحان الباكالوريا وذلك بعدد من الوحدات السجنية بكل من قفصة وقابس والمنستير والمهدية وسوسة وباجة وجندوبة وبرج الرومي ومنوبة والمرناقية في اختصاصات الآداب والعلوم التجريبية والاقتصاد والتصرف والرياضيات وعلوم الإعلامية والتقنية. وأضافت الوزارة في بلاغ لها أمس أنه تمّ توفير كافة الإمكانيات لتأمين حسن سير إجراء الاختبارات وتوفير الإحاطة النفسية والمعنوية للمترشحين لضمان الظروف الملائمة والعادية لاجتياز الامتحان وفق ما يكفله لهم القانون المتعلق بنظام السجون والذي ينُصّ على " ضمان حق السجين في متابعة برامج دراسته بالمؤسسات التعليمية من داخل السجن " .
متابعة ظروف انطلاق سير الاختبارات
كما أكدت وزارة العدل أن الهيئة العامة للسجون والإصلاح عملت على توفير المراجع والكتب التي يحتاجها المترشحون بالتنسيق مع عائلاتهم وتمكينهم من حصص للمراجعة فضلا عن تشجيع المترشحين وتحفيزهم على التفوق والتميُّز لتحقيق النجاح الدراسي بما ييسر إعادة إدماجهم ويعود عليهم بالنفع والفائدة في باقي مسيرتهم الدراسية والاجتماعية. وأضاف البلاغ أن كريم الطواهري، مُكلّف بمأمورية بديوان وزيرة العدل، والمُشرف على مكتب المنظومة السجنية والإصلاحية وعماد العوجي رئيس الهيئة العامة للسجون والإصلاح، توليا بتكليف من وزيرة العدل، متابعة ظروف انطلاق سير اختبارات الباكالوريا في اليوم الأول، في السجن المدني بالمرناقية ، أين يجتاز مترشحان من المودعين امتحان الباكالوريا ، في اختصاص الاقتصاد والتصرف وذلك من جملة 16 مترشحا في عدد من الوحدات السجنيّة.
تفكيك شبكات لبيع الأجهزة الالكترونية تستعمل للغش
ككل دورة يتم تسجيل حالات غش وغياب ونشر الامتحان على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما أكدته وزيرة التربية، سلوى العباسي حيتا تمّ تسجيل حالات غش في أول أيام الدورة الرئيسية لامتحان البكالوريا. وشددت الوزيرة في تصريح لها للإذاعة الوطنية، على أنه تم قبل الشروع في المناظرة تفكيك شبكات لبيع الأجهزة الالكترونية التي تستعمل في حالات الغش. وطمأنت الوزيرة التونسيين بأنه لن ينجح أي تلميذ إلا من يستحق النجاح. وصرحت " من يستحق النجاح سينجح ومن لا يستحق لن ينتج وسيُعاقب " . كما لفتت العباسي إلى أن كل تلميذ تمكن من الغش في الامتحانات ولم يقع التفطن له خلال فترة إجراء الاختبارات هناك لجان إصلاح بالمرصاد وستقوم بدورها وستكشف كل عمليات الغش و"الورقة ستودع على المحكّ وسيقع تطبيق القانون ".
العقوبات المنتظرة
كما أشارت الوزيرة إلى أن تلميذة توجهت أول أمس إلى أحد المستشفيات لإزالة آلة دقيقة في الأذن كانت تعتزم استغلاله في عمليات الغش. وشددت على أن العقوبات التي تنتظر التلاميذ تتمثل في المنع من إجراء المناظرة لمدة تتراوح بين سنة و5 سنوات إضافة إلى الحرمان من التسجيل في المدارس العمومية وتصل إلى السجن ، مؤكدة أنه سيتم الكشف عن كل تلميذ تحصل على إملاء من الخارج حتى في صورة عدم التفطن له خلال إجراء الامتحان. هذا واعتبرت الوزيرة أن الامتحان الذي تم نشره بمواقع التواصل الاجتماعي لا يعتبر تسريبا بل غشا باعتباره تم بعد توزيع أوراق الامتحان على التلاميذ.