يحتفي به مهرجان علي بن عيّاد للمسرح : علي بن عيّاد وحلم القتال من أجل فلسطين !

لم يكن المسرح عنده مجرد مهنة بل كان هواية وهوية وقضية... فمنحه الفن الرابع المجد والخلود.

ولم يكن من الغريب أن يلّقب المسرحي علي بن عيّاد بأسطورة المسرح التونسي وهو الذي صعد على الركح في سن الطفولة ليشق دروب الإبداع المسرحي كتابة وإخراجا تمثيلا. ما بين مسارح تونس وباريس والقاهرة وأمريكا وغيرها ... تنّقل علي بن عيّاد وانتقل بين التجارب والمدارس ليترك بصمة لا تمحى رغم تقادم السنين وتتالي الأجيال والأسماء.

بعد انقطاع دام أربع سنوات عن الانتظام، عاد مهرجان علي بن عيّاد للمسرح في دورته الثالثة والثلاثين لمصافحة جمهوره من 18 إلى 25 ماي 2024.. وتأتي الدورة الحالية كشكل من أشكال التكريم لعلي بن عيّاد الفنان والإنسان صاحب المواقف المشرفة الداعمة للقضية الفلسطينية.

علي بن عيّاد توفي وهو يضع اللمسات الأخيرة لمسرحية عن فلسطين

يحمل مهرجان علي بن عيّاد للمسرح بحمام الأنف اسم علي بن عيّاد وفاء لمسيرة هذا المسرحي القدير الذي ولد يوم 15 أوت 1930 بنهج المسرح بحمام الأنف. وقد مثّلت شخصية علي بن عيّاد المبدعة والملهمة نقطة ارتكاز الدورة الحالية للمهرجان بفضل التقاطع مع قضايا الراهن ومستجدات الساعة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وقد احتفي مهرجان علي بن عيّاد بشخصية الممثل والمخرج والكاتب ومدير فرقة مدينة تونس للمسرح علي بن عيّاد من خلال تنظيم معرض وثائق وصور حول مسيرة علي بن عيّاد بالتعاون مع المركز الوطني للتوثيق وفرقة مدينة تونس للمسرح، ويحتضن هذا المعرض المرجعي بهو المعرض بالمركب الثقافي علي بن عيّاد.
وفي سبر لأغوار شخصية علي بن عيّاد بكل جوانبها وأبعادها وحضورها وطنيا ودوليا، خصّص مهرجان علي بن عيّاد عددا من المجالس الحوارية في محاولة للتعريف بـ:"علي بن عياد الفنان" و"علي بن عيّاد والقضية الفلسطينية" و"علي بن عيّاد والسياسة"... كما تم برمجة قراءات مسرحية لنصوص علي بن عيّاد.
وفي المجلس الحواري الذي تناول مسيرة علي بن عّياد إنسانا وفنانا كشف صديق علي بن عياد، الفنان عمر زويتن عن تفاصيل وذكريات وأسرار رواها بكثير من الحنين والوفاء والتأثر بلغ حدّ البكاء في تعداد ميزات شخصية مسرحية تركت الأثر في الزمان والمكان.
ولأنّه فنان مثقفا ومطلعا وهو الذي تجوّل بين الكثير من عواصم العالم، فقد كانت لعلّي بن عيّاد مواقف سياسية ومساندة للقضايا العادلة ودفاعا عن حق الشعب الفلسطيني في أرضه... ففي آخر الأربعينيات، كان علي بن عيّاد ينوي الانضمام إلى أفواج المتطوعين التونسيين للذهاب إلى الأراضي الفلسطينية عن طريق ليبيا ، لكن الظروف حالت دون ذلك... وعثرت عليه عائلته في الجنوب التونسي فلسطين.
وفي يوم الأربعاء 9 فيفري 1972 سافر إلى باريس لإجراء اتصالات قصد وضع اللمسات الأخيرة لمسرحية عن الثورة الفلسطينية، لكنّه أصيب يوم السبت 12 فيفري 1972 بنزيف في الدماغ فنقل على إثره إلى المستشفى حيث توفّي، ثم تمّ نقل جثمانه ودفنه صبيحة الخميس 17 فيفري 1972 بتربة عائلته بمقبرة الزلاّج.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115