سفير الصين بتونس وان لي: أدعو الى التكاتف لاتخاذ الذكرى الـ 60 للعلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس نقطة انطلاق جديدة لتعاون أوسع

أكد سفير الصين بتونس وان لي ان العلاقات الصينية التونسية تتمتع بمستقبل مشرق،

وشدّد على ان عملية تحسين وتعزيز نوعية العلاقات الثنائية تتطلب مشاركة الجميع. وأشار الى ان العلاقات الثنائية وصلت الى مستوى رفيع. وقال ان الصداقة التي تتشكل على بعد آلاف الكيلومترات أقوى من الذهب.

ودعا الى التكاتف لاتخاذ الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس نقطة انطلاق جديدة لتعاون أوسع وأكثر تنوعا. وشدد على اهمية التفاهم المتبادل بين الشعبين، وتعميق التعاون في مختلف المجالات، وتسريع التنمية والديناميكية في البلدين. ودعا لبناء مجتمع ذو مستقبل مشترك للبشرية.
أهمية التنمية المشتركة
وقال ان العلاقات التونسية الصينية على مدار الستين عاما الماضية، استمت بمبادئ الاحترام المتبادل والتنمية المشتركة والتبادلات والتفاهم المتبادل. وقال ان عملية إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس كانت سريعة مثل سرعة الجيل الخامس. جاء ذلك في كلمة له خلال حفل خاص تحت شعار " استعراض الهدف الأصلي لإقامة العلاقات الدبلوماسية لنتقدم معا الى الامام " وتم خلاله الإعلان عن أفضل الاعمال الصحفية والفيديوهات القصيرة حول ستينية العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس . بحضور كل من سليم الغرياني، المدير العام للشؤون السياسية والاقتصادية والتعاون لبلدان آسيا وأوقيانوسيا والمنظمات الآسيوية بوزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، والطيب الزهار رئيس الجامعة التونسية لمديري الصحف.
اما عن انطلاقة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فاكد السفير الصيني انه في نهاية عام 1963، بدأ رئيس مجلس الدولة الصيني تشو إن لاي زيارته لإفريقيا وأراد أن يتوقف لفترة قصيرة في تونس لتزويد طائرته بالوقود. وبهذه المناسبة، دعاه الرئيس بورقيبة للقيام بزيارة رسمية إلى تونس. وفي التاسع من جانفي 1964، وصل الوفد الصيني إلى تونس في زيارة تستغرق يومين. وعلى الرغم من أن الزيارة كانت قصيرة، إلا أن رئيس مجلس الدولة الصيني تشو إن لاي والرئيس التونسي بورقيبة أجريا محادثات متعمقة حول العلاقات الصينية التونسية والوضع الدولي. و أصدر الجانبان بيانا حول إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس. وقال ان البلدين سعا إلى إيجاد أرضية مشتركة مع احترام الاختلافات البسيطة التي تميزهما. وحولوا التوقف القصير للتزود بالوقود إلى زيارة تاريخية لإقامة علاقات دبلوماسية رفيعة المستوى. وهكذا بدأوا تاريخاً جميلاً للعلاقات الصينية التونسية، بل وحتى تاريخاً مثالياً لعلاقات الصين مع الدول الصديقة."
ويدعم البلدان بقوة جهود بعضهما البعض لحماية الاستقلال والسيادة وسلامة الأراضي. إنهم يعارضون التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة ويقفون متحدين للحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية والعدالة الدولية. وتقدر الصين عاليا تمسك الجانب التونسي منذ فترة طويلة بمبدأ صين واحدة. وفي الأعوام الأخيرة تحركت القوى الانفصالية المطالبة باستقلال تايوان في كثير من الأحيان، بدعم من عدد محدود للغاية من البلدان. لقد لعبوا بورقة تايوان واستخدموا قضية تايوان لاحتواء الصين.
وشدد السفير الصيني على أن إعادة التوحيد الوطني الكامل للصين هي إرادة الشعب الصيني، واتجاه العصر، والنتيجة الحتمية للتاريخ. وقال :" نؤمن إيمانا راسخا بأن المجتمع الدولي، بما في ذلك تونس، سيواصل التمسك بمبدأ الصين الواحدة ودعم الشعب الصيني في قضيته العادلة من خلال معارضة المؤامرات الانفصالية الرامية إلى "استقلال تايوان" والعمل على تحقيق إعادة التوحيد الوطني الكامل للصين".
وأشار الى انه بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس، أطلقت السفارة سلسلة من الأنشطة الاحتفالية المهمة، بما في ذلك مسابقة افضل مقال وفيديو . . جاء المشاركون من جميع أنحاء تونس ومن جميع مناحي الحياة، بما في ذلك موظفون حكوميون ورجال أعمال وإعلاميون وأكاديميون وطلاب شباب ديناميكيون وما إلى ذلك.
ثقافة الشاي والصداقة
وقال وان لي :" في العصور القديمة، تتحدث الصين عن "لقاء الأصدقاء من خلال الشاي". يعتبر شرب الشاي علامة على الحياة الأنيقة وأسلوب الضيافة في الصين. ويحتوي كوب الشاي على أفكار فلسفية صينية تقليدية مثل وحدة الإنسان والسماء، و"الصدق والجمال والانسجام والاحترام"، وغيرها من القيم الثمينة. باعتباره مهد ثقافة الشاي في العالم، ظل الشعب الصيني يشرب الشاي منذ أكثر من 4700 عام. لقد أصبح الشاي وسيلة هامة للصين والعالم للتعرف على بعضهما البعض. كما أنها فاعل أساسي للتبادل والتفاهم المتبادل بين الحضارة الصينية والحضارات الأخرى في العالم. قبل إدخال الشاي إلى أوروبا، أدخل طريق الحرير القديم الشاي الأخضر الصيني إلى حياة الشعوب العربية في آسيا الوسطى وغرب آسيا وأفريقيا. وقد ذكر الشاي الصيني عام 851 على يد العربي سليمان في كتابه “نوادر الصين والهند”. تحتفظ دول شمال إفريقيا، بما فيها تونس، بعادة شرب الشاي الأخضر وقد طورت تقليدًا فريدًا لشرب الشاي.
وفي عام 2022، تم إدراج "تقنيات صنع الشاي الصيني التقليدي والممارسات ذات الصلة" في القائمة التمثيلية لليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، مما يجعلها رصيدا ثمينا للبشرية جمعاء. وغدا 21 ماي هو اليوم العالمي للشاي.
آفاق ارحب بين البلدين
المدير العام للشؤون السياسية والاقتصادية والتعاون لبلدان آسيا في وزارة الخارجية سليم الغرياني اكد على عمق الصداقة بين تونس والصين .وأشار الى ان الاكاديمية الدبلوماسية الدولية التي افتتحت مؤخرا بتعاون صيني ستشّع على المنطقة بأكملها وليس فقط على تونس . وقال انه طوال 60 سنة اتسمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بالهدوء والصدق . وقال :"نحن اليوم لدينا إرادة لتطوير العلاقات والصداقة بين بلدينا نحو آفاق أرحب ...وهذه الليلة تبرز الصين التي تمثل نموذج للتنمية والتطور بمختلف الجوانب" .
منذر عافي مدير الاعلام والاتصال بوزارة التربية ألقى كلمة عن جميع الفائزين بمسابقة أفضل مقال وأفضل فيديو عن العلاقات الصينية التونسية. وقال إن العلاقات بين تونس والصين تقوم على أسس متينة من الاحترام المتبادل والتعاون والصداقة. إن بلدينا يتقاسمان قيما مشتركة مثل احترام السيادة الوطنية وتعزيز التعددية والرغبة في الرخاء لشعبينا. علاوة على ذلك، فإن مبادرات مثل طريق الحرير توفر فرصًا فريدة للتعاون الاقتصادي والتكامل الإقليمي، الأمر الذي يمكن أن يفيد بلدينا".
وقال :" إننا نتعهد بمواصلة تعزيز هذه القيم الأساسية وتعزيز العلاقات التي توحد بلدينا. ونحن نؤمن إيمانا راسخا بأن الحوار والتعاون ضروريان لتعزيز التفاهم المتبادل وحل التحديات العالمية."

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115