الإفتتاحية
لم تحصل لائحة سحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب على الأغلبية الكافية لتمريرها يوم 30 جويلية الماضي،
أحيانا يكون استخلاص العبر من الانتصار أعسر بكثير من ذلك الذي يخلف هزيمة..فالانتصار يخلّف دوما شيئا من الحماسة المفرطة والغرور والاستعلاء
تُتابع عدّة دول عربيّة وغربيّة التجربة التونسيّة بكلّ اهتمام، وترصد مختلف وسائل الإعلام مظاهر الأزمة السياسيّة ويتهافت «المحلّلون»
النظم السياسية تتأسس عادة على نصوص مكتوبة (دساتير) ولكنها كذلك أعراف وممارسات ،وهي تتلون بهذا
اقترن يوم أمس الخامس والعشرون من شهر جويلية بمحطات تاريخية فارقة في تاريخ تونس، فهو يوم إعلان الجمهورية نظاما بديلا للمُلُكية و تسجيل
يحيل مفهوم الشعبوية غربا على ثمانينات القرن التاسع عشر، فقد وظفت تلك اللفظة في الأصل بغرض إدانة الممارسات الديماغوجية والانتهازية
من المفيد ،أحيانا، أن نضع القضايا الكبرى في سياقاتها التاريخية والفلسفية ..ضد ماذا قامت الثورة البورجوازية ؟ (أو الديمقراطية او الليبرالية وهي كلها تسميات مختلفة لظواهر متقاربة) لقد قامت ضد نظام الامتيازات الإقطاعي
ما فتئ رئيس الدولة خلال هذه الأسابيع يحذر ممّن يسميهم بالمتآمرين إلى أن وصفهم ليلة أول أمس بالعملاء والذين يناورون ويتآمرون
«الفرز» مفهوم مغر عند عديد التنظيمات السياسية لأنه مفهوم مريح يقسم الدنيا إلى معسكرين لا تواصل ولا تماس بينهما (وهو هو المعنى العميق للفرز)
تعرّف حركة النهضة نفسها بأنّها معتدلة ووسطيّة حتى ترسم حدودا بينها وبين حركة الإخوان المسلمين من جهة، والجماعات الراديكالية