الإفتتاحية

إن المتابع لما يجري في بلادنا يصاب أحيانا بالدوّار فلا شيء عندنا يشبه ما يجري في بلاد الله الواسعة..فعندنا حكومة تتهمها أحزاب المعارضة بأنها مكونة من تحالف يميني يميني وأنها في خدمة صندوق النقد الدولي لا تعمل إلا لصالح الأغنياء وتزيد في تفقير الفقراء..وفي الجانب الآخر من الصورة نجد انتفاضة فريدة من نوعها للأعراف وتهديدا بإضراب

لو أردنا عنوانا وحيدا للعبث السياسي في بلادنا لكفانا ما جرى وما يجري حول الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ..

فــــي السنــوات الماضيـة، وخاصــة منذ مغادرة الترويكا للحكـم، ساد الاعتقاد بأن تونس قد نجحت في الانتقال الديمقراطي وبقي عليها أن تنجح في الانتقال الاقتصادي والاجتماعي ولكن لو سألنا أهم الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين في البلاد حول هذا الاعتقاد لكانت الإجابات اقل تفاؤلا بكثير..فالمخاوف مازالت قائمة إزاء إمكانية نجاحنا في الانتقال

يلحظ المتابع للتغطية الإعلامية للأحداث الإرهابية التي جدّت مؤخرا في الصومال أنّ طريقة التعامل مع هذه الفاجعة الإنسانية، إن كان ذلك على المستوى المحليّ أو العالميّ قد اتّسمت بالتهميش والتعتيم إن لم نقل التقصير في الاهتمام بالحدث، وهو أمر يدعو للتدبّر في خلفيات هذه اللامبالاة. فعلى مستوى عدد الضحايا نتبيّن أنّ هذه الأحداث الإجرامية تسبّبت في قتل أكثر

في كل يوم في تونس وفي كل مناسبة نتساءل جميعا : حكومة ونخب وشعب حول اقصر سبل وأنجعها للخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي تتهدد البلاد ومستقبلها ..وفي كل مرة لا نتوفق إلى إيجاد حلول عملية خلاقة فنكتفي على مستوى القول بترديد المقولات المطمئنة وعلى مستوى الفعل نستنجد دوما بنفس الوصفات القديمة : سنّ جملة من

الأرقام تنتمي إلى كل العلوم النظرية والتجريبية بل لا يمكن الحديث عن علم لا نقدر على التعبير عن مضمونه دون المعادلات الرياضية..ولكن للأرقام استعمالات أخرى كذلك يريد السياسي بها، مثلا ،إقناعنا بدقة توجهاته وصرامتها فيستعملها في مواضعها وغير مواضعها ويبرز بعضها لأنها تتغنى بانجازاته ،حسب رايه، ويخفي أخرى خوفا من تملك خصومه لها ولكن في الأخير ينتصر الرقم ويمضي السياسي ..

منذ نشر التسريبات الأولى حول مشروع قانون المالية لسنة 2018 عبّر الأعراف عبر منظمتهم الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية عن تخوفهم من بعض الإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها في السنة القادمة والتي يذهب جلّها في اتجاه فرض ضرائب والتزامات جديدة على المؤسسة الاقتصادية المنظمة..

ترتفع أصوات النساء المندّدات بالسلوك الذي يستهدف الحطّ من كرامتهن والاعتداء على حقّهن في العيش الكريم. وتتنوّع من سنة إلى أخرى، أساليب الاحتجاج والضغط والتنديد المعبّرة عن وعي جندريّ واضح لا تمتلكه الفتيات الشابات اللواتي تربين على قيم المواطنة وثقافة حقوق الإنسان ، بل هو وعي مشاع بين أغلب النساء بقطع النظر عن السنّ، والمستوى

من يوم إلى آخر تتأكد الهزائم العسكرية المتلاحقة والقاتلة لتنظيم داعش الإرهابي الذي تمكن خلال السنوات الثلاث الأخيرة من السيطرة على مناطق شاسعة في العراق وسوريا بالإضافة إلى مناطق محدودة في ليبيا مع خلايا نائمة وناشطة لا تكاد تخلو منها منطقة في العالم..

بعد الثورة أصبحت منطقة «الوسط» هي المنطقة المحبذة عند كل الأحزاب السياسية ،فلو نستثني الجبهة الشعبية وبعض تشكيلات اليسار فإن كل الأحزاب تدّعي وصلا بالوسط وبالوسطية، أحيانا بإطلاق وأحيانا بتحديد أكثر (وسط اليمين ووسط اليسار)..

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115