الإفتتاحية
عندما نرى كل مظاهر التفكك والارتباك في أداء مختلف مؤسسات وهياكل الدولة مركزيا وجهويا ومحليا ندرك بوضوح أننا أمام نهاية منظومة كاملة ..
كل شيء في هذا العالم محكوم بذلك القانون الذي اكتشفه الإغريق عندما قالوا إنه عالم الكون والفساد بمعنى الانبعاث فالنمو والتطور ثم التحلّل والانحلال،
من المهمّ رصد أداء الفاعلين السياسيين لتبيّن فاعليتهم وحضورهم وخطابهم وتموقعهم/نّ ومن ثمّة تقييم أثرهم في المشهد السياسيّ ككلّ ،
الاستقطاب الثنائي الحاد والمتعادي بين عبير موسي وحزبها الدستوري الحر وحركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي يتفاقم من يوم إلى آخر ويفرض
لو نظرنا إلى تونس من زاوية كائن عاقل من المريخ لبان لنا البون السحيق بين مشاكل البلاد الحقيقية وصراعات الطبقة السياسية.
كثرة المبادرات التشريعية ووضع قوانين على المقاس لخدمة مصالح ضيقة لبعض الماسكين بالسلطة أو مجرد التفكير في ذلك ، يدفع إلى التساؤل
مازالت البلاد تعيش تحت وطأة شبهة تضارب المصالح المتعلقة برئيس الحكومة الياس الفخفاخ فزاد على أزماتنا الهيكلية شبح أزمة
أطاح الفساد بأنظمة استبداديّة كثيرة:
إيران وأوغاندا 1979، الأرجنتين 1982، الفلبين والبرازيل 1986 وأندونيسيا 1998وغيرها.
تعيش البلاد منذ أسبوعين على وقع شبهات تضارب المصالح المثارة ضد رئيس الحكومة الياس الفخفاخ فكل يوم يأتي بالجديد
في كل مرّة يمني الأشد تفاؤلا منا نفسه بأن البلاد أضحت مستعدة للخروج من «عنق الزجاجة» وأن تجارب السنين الفارطة بجميلها – وهو كثير –