زياد كريشان
تنتج المجتمعات المأزومة دوما خطابا مأزوما تستعيض به عن المعارك الفعلية والتحديات الواقعية لكل مجتمع بمعارك وهمية تغذيها خطابات طهورية
الموقف من «التدابير الاستثنائية» بصدد تشكيل خارطة سياسية جديدة بين داعم لها دون تحفظ إلى معارض لها بإطلاق وبينهما تلوينات مختلفة قوامها -
وأخيرا عيّن قيس سعيد رئيس الجمهورية رئيسة للحكومة في شخص السيدة نجلاء بودن بعد أن ظلّ المنصب شاغرا لأكثر من شهرين كاملين.
من يوم إلى آخر تتضح الصورة تدريجيا: التدابير الاستثنائية المعلنة يوم 25 جويلية وما تلاها من تنظيم مؤقت للسلط العمومية يوم 23 سبتمبر إنما هما لحظتان
بعد أسابيع من التردد يبدو أن رئيس الدولة قد اختار التكتيك الهجومي الذي سيعمد إليه خلال الفترة القادمة : المرور بقوة ووضع بصمته بوضوح
يمكن أن نقول أن المسألة الاقتصادية كانت الضحية الأبرز في تونس خلال هذه العشرية الأخيرة والسبب في ذلك واضح وجلّيّ : فقد توهم جلّ من حكم البلاد من 2011
من خطاب إلى آخر يتضح مشروع قيس سعيد في أبعاده المختلفة كما يتضح معه مشروعه للبلاد حتى لو حافظ على غموض وضبابية في تفاصيل كثيرة مهمة.
• 71،7 ٪ البلاد تسير في الطريق الصحيحة (-5،5 ٪)
• 72 ٪ نسبة الثقة الكبيرة في قيس سعيد (-10 ٪)
لقد كتب علينا أن ننتظر خمسين يوما حتى ندرك أن الأساسي ليس في تشكيل حكومة جديدة بل في السياسات العمومية التي ينبغي تطبيقها،ولنعلم أيضا
يبدو أن رئاسة الجمهورية واقعة اليوم في إحراج لافكاك منه وأن كل خطواتها القادمة محفوفة بالمخاطر ..