حسان العيادي

حسان العيادي

تمارس السياسة ببعض القواعد الثابتة التي لا تتغير مهما تغير موضوع الجدل، أبرزها أن المفاوضات لا تحسم نتائجها التصريحات ولا المواقف الأولى، ثانيها عدم التورط في دعم طرف مفاوض على حساب أخر إن كانت فرضية وصول المتفاوضين الى حل يرضي كليهما.

لا تنطق الأحزاب السياسية الداعمة لحكومة يوسف الشاهد بما نطق به قوم موسى حينما سألهم النصرة «اذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا ههنا قاعدون»، وإنما تطبقه وتتخذ خيار مراقبة المناقشات بين حكومة الشاهد والمنظمات الاجتماعية، اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف، قبل ان تعلن أي موقف نهائي

في تاريخ العلاقة بين المنظمتين الاجتماعيتين في تونس معارك عدة تشترك في أن أولها دائما كلمات تتصاعد حدتها تباعا لتكشف عن عمق الخلافات بين الشغالين والأعراف في تحديد أولويات التفاوض، هل هو تفاوض للزيادة في الأجور أم لسن هدنة اجتماعية ورفع نسق الإنتاجية؟

اكتفت رئاسة الحكومة بان أعلنت عن لقاء يوسف الشاهد بوزير الدفاع ووزير الداخلية صباح أمس، بهدف الاطلاع على الوضع الأمني العام وتامين عطلة العيد، دون التطرق أكثر لمجريات اللقاء الذي دام اقل من ساعة. وتناول بالأساس الإجراءات الأمنية في المدن والمناطق الحدودية تحسبا لعمليات إرهابية.

لا تدخر حكومة يوسف الشاهد أي جهد لكسب ود الاتحاد العام التونسي للشغل، قبول شبه كلي للمطالب والتعهد بالالتزام بكل الاتفاقات والذهاب بعيدا إلي حد التراجع عن خيار وقف الانتدابات في الوظيفة العمومية، لكنها لا تغامر بان يكون كسب الود علي حساب منظمة الأعراف

تترقب الجبهة الشعبية انطلاق السنة السياسية الجديدة، لتفعل المكاسب التي حققتها في نتائج التصويت على الثقة لحكومة يوسف الشاهد، فهي قد باتت ممثلة المعارضة في المجلس دون منافسة، ولكن الأهم أنها على غير ما سبق تمني نفسها بتحقيق الكثير بعد مؤتمر الوطد الموحد

يدرك رئيس الحكومة يوسف الشاهد أن لا معنى لدعم الأحزاب له ان كان خصمه اتحاد الشغل لذلك حرص على أن يستميله منذ البداية وهو ما يبدو انه تم في لقاء بينه وبين قادة الاتحاد، وهذا ما يكشف عنه الأمين العام المساعد نور الدين الطبوبي لـ«المغرب» وان كان حريصا

تتصاعد دعوات التهدئة وضبط النفس مرة أخرى في مدينة بن قردان التي عاشت على وقع تحركات انطلقت احتجاجية ضد مقتل مهرب يوم السبت الفارط في المنطقة العسكرية العازلة، لتنتهي بأعمال تخريب وعنف وردود فعل باتت تتكرر من قبل الناشطين في التهريب الراغبين في

كشفت العمليات العسكرية بجبل السمامة بولاية القصرين يوم أمس عن توجه جديد لدى الجماعات الإرهابية بجبال القصرين، وبينت ان هذه الجماعات باتت تركز نشاطها على عنصرين أساسيين، أولهما كسر الحصار الذي اشتد عليهم ومنع عملية فتح الطرقات بالجبال وثانيها تعزيز كتيبتها بعناصر أكثر دراية بالجبل وبالتكتيك .

مرة أخرى تشتبك التشكيلات العسكرية على الحدود التونسية الليبية مع مجموعة من المهربين باتوا يستعينون بمليشيات مسلحة لحراستهم، وهذه المرة انتهى الاشتباك بمقتل مهرب تونسي كان ضمن مجموعة تضم تونسيين وليبين، عند الحاجز الترابي ببن قردان. الذي بات ممرا للتهريب والإرهاب.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115