ستبدآن على الفور مفاوضات نحو وقف إطلاق النار، وذلك بعد اتصال هاتفي مع نظيره الروسي ، وذكر ترامب أن الحديث بينهما سار بشكل جيد، وأن "موسكو" تريد زيادة التجارة مع "واشنطن" بعد انتهاء الحرب، وألقت وسائل إعلام دولية الضوء على تعليق الرئيس الروسي وأن بلاده مستعدة للعمل مع أوكرانيا بشأن مذكرة تفاهم حول محادثات السلام المستقبلية.
وكأن ذلك الاتصال لم يتم ، اذ أطلقت روسيا 14 صاروخًا باليستيًّا، و250 طائرة مسيّرة بعيدة المدى، استهدفت كييف ، وأعلنت القوات الروسية إسقاط 766 من أصل 788 طائرة مسيّرة وصاروخ أطلقتها أوكرانيا منذ 20 ماي، وطالب زيلينسكي المجتمع الدولي بفرض عقوبات جديدة على قطاعات رئيسية بالاقتصاد للضغط على"موسكو" للموافقة على وقف إطلاق النار. والملفت للانتباه أنّ الهجمات الروسية تزامنت مع تبادل الطرفين مئات الأسرى، إستناداً للاتفاق بين الطرفين في اجتماع إسطنبول . كما تأتي الهجمات عقِب تعهُّد وزراء مالية "مجموعة السبع" بتشديد العقوبات على روسيا، حال عدم إحراز تقدُّم نحو السلام مع أوكرانيا هذا، وقد نشرت "وول ستريت جورنال " تقريراً في 23 ماي يُفيد بتلميحات ترامب للقادة الأوروبيين بأن بوتين ليس مستعدًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا ظنًا منه أي «بوتين» أنه المنتصر، وتُعد هذه المرة الأولى التي يسمع فيها الأوروبيون مثل هذا الحديث من ترامب، وفى حين يعكس هذا الإقرار ما كان يظنه القادة الأوروبيون منذ فترةٍ طويلة بشأن بوتين، لكنه خالف ادِّعاءات ترامب العلنية واعتقاده بأنّ بوتين يرغب في السلام بصدق ، أخذاً في الاعتبار أن اجتماع "إسطنبول" كشف عن اختلاف في وجهات النظر بين روسيا وأوكرانيا بشأن شروطٍ أساسية لإنهاء الحرب. وفى سياقٍ موازٍ ، نشرت " وكالة سبوتنيك " تصريح الرئيس الروسي بأن القوات المسلحة تعمل على إنشاء منطقة عازلة على الحدود، وأن القوات الأوكرانية تستهدف مدنيين، بينما يركّز الجيش الروسي على ضرب مواقع إطلاق النار.
كما شدد بوتين في تصريحاته الأسبوع الماضي على أن إزالة الألغام في المناطق الحدودية أولوية لضمان الأمن. كما نشرت وكالة "بلومبيرغ" الإخبارية تعليقاً مهماً على مستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية ، يشير إلي رغبة دول أوروبية في شراء كميات كبيرة من الأسلحة الأمريكية لمواصلة المساعدات العسكرية لأوكرانيا؛ تحسبًا لرفض إدارة "دونالد ترامب" القيام بذلك، وأن أوروبا تسابق الزمن لإيجاد طريقة لضمان استمرار تزويد أوكرانيا بالأسلحة، بالرغم من أنها لا تملك الترسانات أو القدرات اللازمة لإنتاج ما يكفي لمواصلة إمداد "كييف" بمفردها دون مشاركة "واشنطن" وأن الخبراء يقدرون أن المساعدات العسكرية التي وافقت عليها إدارة "جو بايدن" السابقة قد تنفد بحلول الصيف المقبل، وسيكون من الصعب على الغرب أن يملأ الفراغ الذي سينتج عن هذا. وفى إطار التأرجح الذي تتسم به تحركات واشنطن في الصراع الروسي الأوكراني تبعاً لما يتبناه ترامب من مواقف والذي أعلن مؤخراً أنه قد يضطر لفرض عقوبات على موسكو ، نشرت الفورين بوليسي تقريراً يركز على أنه برغم إعلان ترامب أن كلاًّ من روسيا وأوكرانيا ستبدآن فورًا مفاوضاتٍ للتوصُّل لوقف إطلاق نارٍ يُمهِّد لإنهاء الحرب، فإنه فشِل خلال محادثةٍ هاتفية في إقناع «بوتين» بالموافقة على ذلك. وأنه في حين أعرب ترامب في البداية عن دعمه المحادثات التي تستضيفها تركيا، لكن بعد رفْض «بوتين» للتوصُّل لاتفاقٍ في اللحظة الأخيرة، أظهر ترامب تغييراً في موقفه من خلال التقليل من أهمية هذا الاجتماع.