معدل تاريخي لزيارات نتنياهو إلى البيت الأبيض ولقاء ترامب

تفاعلاً مع زيارة نتنياهو الثالثة إلى واشنطن ولقاء الرئيس ترامب

خلال 6 شهور نشرت ' الغارديان ' تقريراً لأنجليكا يحمل عنوان " نتنياهو يعود إلى البيت الأبيض حاملاً كل أوراق محادثات غزة " . ووفقاً لكاتبة التقرير فان استضافة ترامب لنتنياهو في واشنطن ، تأتي في وقتٍ يسعى فيه الرئيس الأمريكي مجدداً للتوسُّط في اتفاق سلامٍ في غزة . ومن أهم آراء خبراء شؤون الشرق الأوسط أن نتنياهو يصِل إلى واشنطن في موقفٍ سياسي قوي، الأمر الذى يوفر له غطاء دبلوماسي يحتاجه لإنهاء حرب غزة، دون التعرُّض لضغوطٍ من اليمينيين قد تُؤدِّي لانهيار حكومته.

ولعل الأمر اللافت للانتباه السؤال الرئيسي الذي طرحه التقرير حول مدى استدامة صبْر ترامب على نتنياهو، وأنه على الرغم من ترويج ترامب لنفسه كصانع صفقات، فإن توقيت وكيفية تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة يبدو في النهاية خارج نطاق سيطرته استناداً إلى عدة أسباب لعل أهمها طبيعة الإئتلاف الحكومي في كيان الاحتلال. فيلاحظ أن رئيس حزب " عوتسما يهوديت " يطالب كل من " بن غفير " وسموتريتش لمعارضتهما وحزبيهما أي إتفاق محتمل بين "إسرائيل" وحماس لوقف إطلاق النار وتبادل أسري . كما اعتبرت صحيفة " إسرائيل هايوم " أن الرد الذى قدمته حماس تضمن بعض التحفظات ولكنها لا تُفرغ المقترح من مضمونه عملياً ، وأن حماس مضطرة لإبداء مرونة أكبر نتيجة الضغط العسكري وفقدانها السيطرة على السكان .
هذا ، وتشهد الفترة الحالية تنامى الأصوات داخل دولة الاحتلال التي تطالب بتوقيع اتفاق شامل بدلاً من صفقة جزئية ، وبالطبع ذلك التصاعد لا يعني أن المتطرفين في الحكومة الائتلافية ' سموتريتش، وبن غفير ' يروق لهم التسويات السياسية ، فالاستيطان بالنسبة لهم غاية وهدف ، وحكومة اليمين المتطرف ممارساتها السلبية لا توحي بأنها على استعداد للالتزام بإنهاء الحرب وتفكيرها يرتكز بالأساس على إعادة هندسة المنطقة وكذلك الاستعدادات للاستحقاق الانتخابي المقبل في 2026 . وكتبت " آنا بارسكى ' مقالاً لصحيفة معاريف تشير من خلاله إلى أن حزب الليكود سيخوض الحملة الانتخابية المقبلة بقيادتين : رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس الولايات المتحدة ترامب ، قد يكون ما تشير إليه بارسكي يستند إلى تصريحات ترامب الأسبوع الماضي حول محاكمة نتنياهو وما يفهم منها أنه بمثابة دعم مباشر ، ولكن قد يكون أيضاً نتنياهو وحكومته الحالية عبء على خطط ترامب لتوازنات المنطقة، بالنظر إلى الممارسات السلبية لحكومة نتنياهو والتي تؤثر على علاقاتها مع دول ترتبط معها بعلاقات سلام وتطبيع . وقد دفعت زيارة نتنياهو إلى واشنطن المحكمة المركزية في القدس لإلغاء جلسات الإدلاء بشهادة رئيس الوزراء نتنياهو في محاكمته الجنائية ، والتي كانت مقررة هذا الأسبوع .

لا ينبغي أن يفاجئ تدخل ترامب في محاكمة نتنياهو أحداً ، هكذا كان عنوان المقال الذى كتبه ' ناحوم برنياع ' لصحيفة يديعوت أحرونوت والذى يشير فيه إلى سابق تدخل الإدارات الأمريكية في السياسة الإسرائيلية منذ قيام "الدولة" ، منوهاً بأن البيت الأبيض قد حرص في عهد الرئيس كلينتون على إقناع أعضاء كتلة شاس بدعم إسحق رابين . كما ذهب كاتب المقال إلى حد توجيه انتقادات حادة للرئيس ترامب لتدخلاته في عمل القضاء ، وأن منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي حول محاكمة نتنياهو لها تداعيات سلبية على استقلال القضاء في تل أبيب .

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115