في قائمة أفضل 50 رواية عربية في القرن 21: "الطلياني" لشكري المبخوت تهدي تونس مجدا روائيا

في ظل تحولات سياسية واجتماعية عميقة ألقت بظلالها على الإنتاج الأدبي،

من حيث الأسلوب والمضمون والبناء السردي. فقد انتقلت الرواية العربية من التركيز على الثيمات الكلاسيكية مثل الهوية والسياسة، إلى فضاءات أوسع من التأملات الفلسفية، وتفكيك البنى الاجتماعية، والغوص في التجربة الإنسانية. وعلى ضوء هذه المعطيات، تم اختيار قائمة بأفضل 50 رواية عربية صدرت خلال الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.

في خطوة ثقافية لافتة، كشفت صحيفة The National الإماراتية عن قائمة بأفضل 50 رواية عربية في تقرير موسّع أنجزته بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية، وبمشاركة أكثر من 50 خبيرا في النشر وصنّاع القرار الأدبي من مختلف أرجاء العالم العربي. وتأتي هذه المبادرة غير المسبوقة لتؤرخ لمسار الرواية العربية خلال العقدين الأخيرين.

"الطلياني": من البوكر إلى فخر تونس الروائي

تشكل الروايات الخمسون المختارة صورة متكاملة لغنى الأدب العربي المعاصر، حيث يتداخل الفن بالسرد مع تجارب إنسانية مختلفة تعكس عمق المشهد الثقافي في المنطقة. لكل رواية صوتها الخاص، وتناقش من خلالها موضوعات متنوعة بين التاريخ والهوية، الحروب والنكبات، الواقع والخيال، القهر والحرية.
في قلب هذه القائمة، تحضر رواية "الطلياني" للكاتب التونسي شكري المبخوت كأحد أبرز الأعمال التي التقطت لحظة مفصلية من التاريخ التونسي الحديث. صدرت الرواية عام 2014، وكانت أول رواية تونسية وآخرها إلى حدّ الآن تنال "الجائزة العالمية للرواية العربية" (البوكر العربية) عام 2015، بفضل سردها العميق لتحولات المجتمع التونسي خلال نهاية عهد بورقيبة وبداية حكم بن علي، من خلال شخصية عبد الناصر الطلياني، الصحفي والناشط اليساري الذي يعيش تمزقات الهوية والذاكرة والجسد.
ويعكس إدراج الطلياني ضمن أفضل 50 رواية عربية شهادة على مكانة الرواية التونسية في المشهد الثقافي العربي، وقدرتها على محاورة الواقع بلغته وتعقيده وجرأته.
تُعيد الرواية الاعتبار لمفهوم "الرواية السياسية" من زاوية إنسانية، حيث يتقاطع الموضوعي والذاتي، العام والخاص في سرد حيوي يجمع بين الفانتازيا والتحليل السوسيولوجي، بأسلوب شيق وقلم آسر السرد. ويُحسب للمبخوت نجاحه في كتابة نص يقرأ التحوّلات الكبرى من خلال الفرد، دون الوقوع في المباشرتية أو الوثائقية.
إنّ قائمة أفضل 50 رواية عربية في القرن 21 ليست فقط مرجعا لمحبّي القراءة، بل هي أيضا دليل على قوة الرواية العربية وقدرتها على التفاعل مع قضايا العصر وتقديم رؤى جديدة تعزّز التواصل الثقافي والفكري.

مؤطر:
القائمة الكاملة لأفضل 50 رواية عربية
كتاب الأمير – واسيني الأعرج (الجزائر)
الديوان الاسبرطي – عبد الوهاب عيساوي (الجزائر)
اختفاء السيد لا أحد – أحمد طيباوي (الجزائر)
جارية – منيرة سوار (البحرين)
عمارة يعقوبيان – علاء الأسواني (مصر)
واحة الغروب – بهاء طاهر (مصر)
عزازيل – يوسف زيدان (مصر)
بعد القهوة – عبد الرشيد محمودي (مصر)
الفيل الأزرق – أحمد مراد (مصر)
الحلواني – ريم بسيوني (مصر)
المحبوبات – عالية ممدوح (العراق)
فرانكشتاين في بغداد – أحمد سعداوي (العراق)
طشاري – إنعام كجه جي (العراق)
دفاتر الوراق – جلال برجس (الأردن)
ساق البامبو – سعود السنعوسي (الكويت)
حارس سطح العالم – بثينة العيسى (الكويت)
يالو – إلياس خوري (لبنان)
مطر حزيران – جبور الدويهي (لبنان)
دروز بلغراد – ربيع جابر (لبنان)
خريف البراءة – عباس بيضون (لبنان)
بريد الليل – هدى بركات (لبنان)
هند، أو أجمل امرأة في العالم – هدى بركات (لبنان)
نداء ما كان بعيدًا – إبراهيم الكوني (ليبيا)
خبز على طاولة الخال ميلاد – محمد النعاس (ليبيا)
وادي الحطب – الشيخ أحمد البان (موريتانيا)
العلامة – بنسالم حميش (المغرب)
القوس والفراشة – محمد الأشعري (المغرب)
سيدات القمر – خوجة الحارثي (عمان)
تغريبة القافر – زهران القاسمي (عمان)
مجانين بيت لحم – أسامة العيسة (فلسطين)
مصائر.. كونشرتو الهولوكوست والنكبة – ربعي المدهون (فلسطين)
حرب الكلب الثانية – إبراهيم نصر الله (فلسطين)
مخمل – خزامة حبايب (فلسطين)
قناع بلون السماء – باسم خندقجي (فلسطين)
طوق الحمام – رجاء عالم (السعودية)
ترمي بشرر – عبده خال (السعودية)
موت صغير – محمد حسن علوان (السعودية)
مسرى الغرانيق في مدن العقيق – أميمة الخميس (السعودية)
صائد اليرقات – أمير تاج السر (السودان)
شوق الدرويش – حمور زيادة (السودان)
لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة – خالد خليفة (سوريا)
اختبار الندم – خالد صويلح (سوريا)
الحي الروسي – خليل الرز (سوريا)
خاتم سليمان – ريما بالي (سوريا)
الطلياني – شكري المبخوت (تونس)
الأنا الآخر – مها قرقاش (الإمارات)
غرفة واحدة لا تكفي – سلطان العميمي (الإمارات)
ملمس الضوء – نادية النجار (الإمارات)
بلاد بلا سماء – وجدي الأهدل (اليمن)
وحي – حبيب عبد الرب السروري (اليمن)

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115